بقلم: رفاه السعد
محافظة كركوك الغنية بالنفط وبعض المناطق القربية منها كالموصل وصلاح الدين وديالى.. هذه المناطق اطلق عليها مصطلح «مناطق متنازع عليها» واٌقرت في المادة ١٤٠ من الدستور العراقي ..
ورغم مرور ١٤ عاما على استخدام هذا المصطلح إلا انني كغيري من العراقيين لازلنا نتساءل هل هذه التسمية كانت مقصودة لتكريس النزاع في تلك المناطق الى الابد ..أم كتبت على عجالة مثل ذكر بعض السياسيين او استغفلهم الحاكم المدني بول بريمر ليخلص نفسه من صراع سياسي في فترة حكمه ويريح رأسه ويترك وراءه نزاع يتوارثه اجيال ..فهل هذا ما يطلق عليه بالخباثة السياسية !!
هذه المناطق تم تشويهها وتغيير بنيتها العرقية وهويتها القومية ففي حكم الرئيس الراحل صدام حسين حاولت الحكومة انذاك جاهدة لتعريب هذه المناطق على حساب الاكراد والتركمان ..
وفي إحصاء 1997 شكل العرب نسبة 72% من سكان كركوك ينتشرون في الحويجة وداقوق والدبس وقسم منهم داخل مدينة كركوك فيما شكل الاكراد نسبة 21% والتركمان نسبة 7%
وبعد عام ٢٠٠٣ اي بعد الاحتلال الاميركي للعراق تقمص الاكراد دور صدام حسين وعملوا على تغيير ديموغرافي يناسب سياستهم في هذه المناطق وأرسل الاقليم آلاف العائلات الكردية للسكن في كركوك وسنجار وخانقين وزمار ومخمور والشيخان وجلولاء والسعدية وشهربان وغيرها..
حكومة اقليم كردستان تحاول جاهدة ضم هذه المناطق اليها بالإضافة الى مناطق اخرى كسهل نينوى ومناطق اخرى ذات غالبية سريانية مسيحية وكردية وشبكية ويزيدية وعربية..
وفي عام ٢٠١٤ عندما احتل تنظيم داعش عدد من هذه المناطق وبينها مناطق «متنازع عليها» ,واثناء انطلاق عمليات التحرير.. شاركت قوات البيشمركة الكردية بتحرير جزء كبير من هذه المناطق ووضعت يدها عليها وفرضت سيطرتها واصبحت تحت إدارة الاقليم …طبعا بما فيها كركوك بأكملها …
الحال بقي يراوح مكانه لغاية…اجراء استفتاء انفصال اقليم كردستان عن العراق في الخامس والعشرين من سبتمر الماضي ..وقررت حكومة بغداد المركزية باقتحام المناطق المتنازع عليها وانسحبت قوات البيشمركة بعد اشتباكات بين الطرفين..ونزح عدد كبير من العائلات الكردية الى كردستان وتسلمت القوات المركزية المشتركة والحشد الشعبي المناطق المتنازع عليها ووصلت الى اطراف اربيل..
مسلسل جديد بدأ منذ ان سيطرت القوات المركزية والحشد الشعبي على هذه المناطق حيث ظهرت بالمقابل قوات كردية معارضة لدخول هذه القوات وأصبح اهالي المناطق المتنازع عليها يعيشون في جحيم بين مطرقة انتهاكات الحشد الشعبي للسكان الكرد وبين سندان مسلحين اكراد مجهولين يستهدفون السكان العرب والتركمان ويحرقون منازلهم …والحكومة تفاخر بما تطلق عليه إعادة انتشار القوات في المناطق المتنازع عليها وتتكتم اعلاميا على الانتهاكات…هذا كله بسبب المصطلح الذي كتب في الدستور «متنازع عليها» لينطبق الاسم على المسمى
وهنا جاء دور المنظمات الحقوقية وتحركت للمطالبة بالتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها اهالي طوز خورماتو والقصف العشوائي الذي هدم منازل واستهدف سكان عزل.. لتعلن الاستخبارات العراقية بحسب تقاريرها أن هناك مجموعات مسلحة تشبه في تنظيمها «القوات الكردية القومية» تطلق على نفسها اسم «الرايات البيضاء» تعارض دخول القوات الاتحادية الى المناطق المتنازع عليها..ومهمتها استهداف القوات الاتحادية والحشد الشعبي.. صفحة جديدة تفتح من الصراع في المناطق المتنازع عليها… من المسؤول؟ وماهو دور حكومة بغداد وحكومة الاقليم ..نترقب الايام المقبلة وما تحمله في طياتها…