بقلم : سناء سراج
أدمىَ القلوب ..
وابكىَ العيون
ومزق الضلوع
وقهر الرجال ..
وكسر النفوس
كل هذا واكثر لمسته
رأيته وعشته في عيون ..
اولادك واخوتك واحبتك ..
رحمك الله رحمة واسعة
تسع الارض والسماء
بقدر صبرك وجلدك ..
وقوة احتمالك ..
وثقل احمالك
يوم فراقك عن دنيانا ..
التي لا تساوي شيء
بكل ما فيها ..
أمام منزل القبر ..
ونثر الثري
والوحدة .. والوحشة
القاتلة والرهبة والخوف
احساس مميت ..
قبل أن نموت فعليا..
والله يا.. أختاه
تمنيت ودعوت ان انول
ما فُزتي به في نهاية
رحلة الحياة الصاخبة
وان يغدق عليا الله
من فضله مما اغدقه عليك
من الحشود التي أنست ..
وحشتك ومن الجمع
الذي سخره الله
ليصلوا عليكي
وقبلها طول العمر ..
الذي منحك الله إياه وجمع
كل احبتك بجوارك
طوال الليلة الأخيرة ..
وجموع المصلين عليكي
اليوم وكأنهم يزفوكِ
الى جنة الخلد ..
بإذن الله ونعشك الطائر
والذي كان يسبق الخطوات
ويأكل الطريق ..
مسرعا للقاء احبته ..
الراحلين إلى الجنة
بإذن الله ..
فلترقدي في سلام وأمان
وانتم السابقون
ونحن اللاحقون
وإن العين لتدمع
والقلب ليحزن ..
وان لفراقك لمحزونون
ولا نقول إلا ما يرضي الله
وداعا يا أختاه حتى نلتقي
وداعا كبير وعظيم
ارقدي بسلام ..
بجوار امي و ابي
واجدادي ولو قابلتِ ..
مريم ويوسف …
أسألك السلام وارسلي
الحضن الدافئ
وشوق السنين ..
وحنين الليالي الطوال
وحرمان الأيام والساعات
التي عشتها وما زلت أعيشها
وكما قال الشاعر الفلسطيني
مصطفى درويش
ماذا جنينا يا..أماه
حتى نموت مرتين
مرة في الحياة
ومرة عند الموت
الموت
لا … يوجع الموتى ..
الموت .. يوجع الأحياء