بقلم: كنده الجيوش
مرة قال لي احدهم وهو من العارفين بأمور الشرق الأوسط وكذلك كندا: «انت هاجرت من سوريا ومن مدينة الحسكة ومنطقة الجزيرة ومن ثم جئت الى كندا واخترت كيبك ثم اخترت مونتريال وسكنت فترة في كوت دينيج Cote Des Neiges!!! “ … «اذا انت لا زلت تعيشين حقيقة وواقع التعددية الثقافية!»
وحقا وجه التشابه كبير من هذه الناحية ولكنني لم أراه … وان كان اللاوعي ربما قادني اليه.
وبعيدا عن المشاعر لانها اليوم مؤلمة من بلدي الأم سوريا التي أتمنى لاهلها ولها كل الخير رغم كل محاولات الحصار وأشكاله… وأقول رأفة ارجوكم بهذا الشعب المرهق الى حد الموت… الى حد الحرب الطويلة والوباء القاتل.
ارجوكم رأفة بهذا الشعب الذي عرف المعنى الحقيقي للتعايش والمحبة على مدى قرون عديدة واحتضن الملايين من اللاجئين من بلدان عديدة مجاورة وغير مجاورة. وكان هؤولاء المهاجرين واللاجئين نعم الأهل ونعم السوريين بالإضافة الى كونهم أرمن او عراقيين او أكراد غير سوريين او يونانيين او اتراك او جزائريين او فلسطينيين او او …
ورغم بعض الحالات وأشكال العنصرية العرقية او غيرها التي كانت متواجدة ولازالت وربما اختلفت شدتها اليوم، الا ان التيار العام كان محبا وودودا للجميع وبين الجميع وكانوا اهل حقيقيين لبعضهم البعض بغض النظر عن الدين او العرق او غيره. وكان لديهم مستوى وعي جيد يحفظ المحبة بين الجميع.
وهنا استدرك وأقول انا لا اسميه تيارا عاما رئيسيا متسامحا لان كلمة «متسامحا» في هذا السياق وهذه الجملة تنطوي على ان احد الأطراف له السيادة العرقية وهو يتقبل الطرف الاخر تسامحا منه… والحالة اجتماعيا المتساوية – تحديدا- لجمالها لم تكن كذلك.
واعود الى كيبك وكندا وطني الثاني اليوم لاقول «كل عام وكيبك بألف خير».
ما اريد ان أقول ان كيبك هي حالة تكميلية واستمرارية لأوطاننا وجزء منها … وكل منا له قصته ووجه الشبه وزاوية التقارب التي جذبته.
ونحن لمسنا وعشنا ان كيبك هي امنا الثانية وأنه حتى في حالات الخلاف على أمور تهم اللاجئين او المهاجرين فان البلد الأم كيبك تبقى ام. ولو اختلفنا يوما بالمنطق السياسي او الاجتماعي او عانينا من موقف رأينا فيه ما لا نحب في سوريا او كيبك فهي تبقى بلد ام ولا يؤثر ذلك على انتمائنا لها او سعينا ان تكون وان نكون نحن أيضا بخير وامان.
كيبك اليوم هي وطننا الأم الثاني بالرقم وليس بالمنزلة كمهاجرين.
كيبك هي وطن أم ونتمنى له وجميع اَهله بما فيهم نحن ككيبكيين ومهاجرين كل الخير.