بقلم: فريد زمكحل
أعتقد أنه قد حان الوقت لتوصيف الوضع اللبناني المتأزم منذ حوالي الشهر بين الشعب وبين من يحكم لبنان، و «ما أكثرهم» منذ عقود طويلة بلا تورية وبدون رتوش، خاصة وما يقع من حراك شعبي قد تجاوز مسمَّى الثورة إلى ما هو أخطر بكثير إلى ما يُعرف بالعصيان المدني، وهو درجة من درجات «الانتحار الجماعي» نتيجة اليأس الشعبي المُفرط من عدم قدراتهم على إسقاط حكم الفوضى والفساد والمحسوبية في جميع القطاعات والمؤسسات الحزبية الحاكمة لهذه الدولة والمحكومة من عدة أسر من عقائد وطوائف مختلفة الذين يتقاسمون إدارة السلطة وثروات الدولة والشعب اللبناني فيما بينهم دون رقيب أو حسيب! هذا إذا كنا مازلنا نصر على التمسك بمفهوم الدولة الغائبة بالفعل عن التمسك بمفهوم الوطن الحاضر والسابق واللاحق للجميع، سواء للحاكم أو المحكوم، الذي وللأسف الشديد اعتمد فيه البعض على فكر التحصيص بديلاً عن فكر التصحيح الذي ينشده كل من تواجد ويتواجد في الشارع على أمل وضع الوطن على الطريق الصحيح طريق التصحيح.
خاصة وأن فكرة التحصيص تذهب بفكرة الدولة الواحدة إلى فكرة اللا دولة واللا عودة عن الخطأ الذي تم ارتكابه منذ تأسيس الدولة على هذا الفكر المدمر، بينما فكرة التصحيح تسعى وتهدف إلى تصحيح المسار لتثبيت أركان الدولة والنهوض بها من خلال النهوض بكافة القطاعات الخدمية العاملة فيها من أجل الشعب بعيداً عن الفساد والمحسوبية والطائفية التي وضعت لبنان في خانة اللا دولة أو ما يتطلبه مفهوم الدولة من مقومات ضرورية لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء والأزدهار.
هنا وهنا فقط يكمن الحل .. وهنا وهنا فقط من الممكن أن يعود لبنان للبنانيين وتعود ثرواته المنهوبة لأهله للنهوض بكافة القطاعات الخدمية الضرورية بالصورة التي تخدم الشعب اللبناني ككل وليس لفئة محدودة من العائلات الحاكمة له.
قلبي مع لبنان الأرض والوطن والشعب الواحد بشرط أن يعي الجميع مفهوم كلمة وطن!!
مع أطيب أمنياتي للبنان جديد لا ينتمي للتحصيص بقدر ما ينتمي للتصحيح!