أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية،الدكتور مصطفى مدبولي ، أن مصر تسعي دائما إلى استضافة أشقائها من الدول الأفريقية، وتحرص على المساهمة بقوة في دفع عملية التنمية في القارة بأكلملها.
وقال مدبولي – في كلمته خلال افتتاح الاجتماعات السنوية لمجلس محافظي جمعية البنوك المركزية الإفريقية – إن ” الاجتماعات تعتبر أحد أهم وابرز الأحداث الاقتصادية على مستوي القارة الأفريقية بما تمتلكه من قدرة على اتخاذ قرارات فاعلة تنعكس على زيادة حجم التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية وتساهم في تحسين مستوي معيشة شعوبها” .
وشدد مدبولى على أن مصر تحرص على تأكيد وترسيخ هوية انتمائها الأفريقي الذي يعد مكونا رئيسيا من مكونات الهوية المصرية على مر العصور، وعنصرا محوريا في تشكيل معالم الشخصية المصرية .
وأشار إلى أن مدينة السلام شرم الشيخ تمثل خير شاهد على حرص مصر الشديد على التكامل مع كافة دول أفريقيا، فقد استضافت مدينة السلام قمة تكتلات “الكوميسا” و”السادك” وشرق افريقيا في يونيو 2015 والتي شهدت توقيع وثيقة اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين التكتلات الافريقية الاقتصادية الثلاثة .
وقال رئيس الوزراء المهندس مصطفي مدبولي في كلمته”كما قامت مصر بالتوقيع على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية في روندا في شهر مارس من العام الجاري مما يساعد على زيادة افاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأفريقية ” .
وأضاف أن”اجتماعات جمعية البنوك المركزية الأفريقية في نسختها الحالية تكتسب أهمية متزايدة من منطلق الموضوعات ذات الاولوية التي تناقشها ومنها: العلاقات بين البنوك المركزية الافريقية واثارها على تطور القطاع المالي، وجهود النمو الاقتصادي في دول القارة ، وايضا تدفقات رؤوس الأموال غير المشروعة في أفريقيا، والتحديات والاثار المترتبة عليها بالنسبة للبلدان الأفريقية بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتعاون من واقع خبرات البنوك المركزية المشاركة في هذه الاجتماعات الهامة ” .
وتابع قائلا اننا ” نتطلع إلى أن تحقق اجتماعات جمعية البنوك المركزية الأفريقية قيمة مضافة للاقتصاد الأفريقي من خلال تعزيز جهود تحقيق الاصلاح المالي والهيكلي بهدف تنمية الاقتصاد الأفريقي في هذه المرحلة التي يواجه فيها العالم اجمع وفي القلب منه أفريقيا العديد من التحديات على كافة المستويات وفي مقدمتها التحديات الاقتصادية والمالية” ، معربا عن ثقته في أن تساهم الاجتماعات أيضا في تحقيق الاصلاحات اللازمة لتفعيل التعاون الاقتصادي بين دول القارة وتعزيز دور الدول الأفريقية في المؤسسات الاقتصادية الدولية .
وقال الدكتور مصطفي مدبولي إن ” تحقيق الآمال في المستقبل الذي نرجوه لأفريقيا يتطلب مواصلة العمل الدؤوب، وتوافر إرادة قاطعة من الجميع وعلى كافة المستويات لتطوير القطاع المالي وتشجيع النمو الاقتصادي بكافة دول القارة مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة التدفقات غير المشروعة لرؤوس الأموال وما تمثله من مخاطر على مستقبل الدول الأفريقية “.
وأعرب مدبولي – في كلمته خلال افتتاح الاجتماعات السنوية لمجلس محافظي جمعية البنوك المركزية الأفريقية – عن إيمانه بأن النجاح في توسيع آفاق التعاون المشترك يخلق البيئة المناسبة للتغلب على كافة التحديات التى تواجه الدول الأفريقية سواء الناتجة عن السياسات الدولية والإقليمية أو المتغيرات الاقتصادية العالمية.
وأضاف أنه” بالتعاون نستطيع أن نصنع واقعا جديدا لأفريقيا يضعها في المكانة اللائقة على الخريطة الاقتصادية للعالم، ويساهم في تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية لأبنائها جميعا ويفتح أمامهم آفاق المستقبل المشرق”.
وقال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ، إن مصر من جانبها بدأت برنامجا طموحا للإصلاح الاقتصادي وقطعت فيه شوطا كبيرا وهو برنامج واعد نال إشادة كافة المؤسسات الاقتصادية العالمية خاصة على مستوى الإصلاحات الهيكلية التي تمهد لتحقيق نمو اقتصادي مستقبلي حقيقي ومستدام.
وأضاف مدبولي ، أن مصر حريصة على مشاركة خبراتها وتجربتها الناجحة في الإصلاح الاقتصادي مع كافة الدول الأفريقية الشقيقة فمنذ 3 سنوات فقط كان الاقتصاد المصري يواجه العديد من التحديات مثل السوق الموازي للعملات الأجنبية وتضاؤل الاحتياطي النقدي وعجز كبير في ميزان المدفوعات مما كان يهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية والوصول لمرحلة يستحيل معها الإصلاح أو على أقل تقدير تضاعف تكلفته عدة مرات .
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه للخروج من هذه الأزمة فقد نفذ كل من البنك المركزي المصري والحكومة برنامجا متكاملا وطموحا للإصلاح الاقتصادي عبر تنفيذ سياسات مالية ونقدية احترافية وإجراء إصلاحات هيكلية كان لها أثر كبير في استعادة ثقة المستثمرين في السوق المصري ودفع عجلة الإنتاج وزيادة معدلات النمو الاقتصادي القومي .
وبين مدبولي أنه بالتوازي مع إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تضمنت تحرير الصرف وترشيد الدعم تم إطلاق عدة مبادرات تدعم المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الحجم التي تمثل قاطرة النمو الاقتصادي كما قامت الحكومة بمد مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل المزيد من فئات المجتمع الأقل دخلا وزيادة المعاشات ورفع حد الإعفاء الضريبي للمرتبات .
وقال رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي ، إن مؤشرات نجاح البرنامج حققت أهدافها حيث بلغت قيمة صافي الاحتياطات النقدية من العملات الأجنبية ما يزيد عن 44 مليار دولار بنهاية شهر يونيو الماضي مما يغطي أكثر من 8 أشهر من الواردات، وقفز معدل النمو الاقتصادي إلى 5.2% خلال النصف الأول من عام 2017 – 2018 مقابل 2.9 خلال عام 2013 – 2014 ، كما شهد قطاع السياحة والصناعات غير البترولية تعافيا واضحا بجانب انتعاش القطاع العقاري وتنفيذ مشروعات ضخمة في مجال البنية الأساسية .
وأكد رئيس الوزراء أن مصر ترحب بالتعاون مع جميع أبناء القارة الأفريقية وتدعم بقوة لكل مبادرات الاتحاد الإفريقي وجميع المؤسسات الإقليمية الإفريقية التي تهدف إلى تعزيز التكامل بين دول القارة وتشجع نموها الاقتصادي وذلك انطلاقا من إيمانها الراسخ بأهمية التعاون والتكامل بين دول القارة الإفريقية الغنية بإمكانياتها ومواردها البشرية والاقتصادية وبقدرتنا معا على تحقيق تطلعات شعوبنا والانطلاق نحو آفاق جديدة من النمو والرفاهية .
وقال مدبولي “إنني أتمنى لكم كل التوفيق في أعمال الاجتماعات السنوية الحادية والأربعين لمجلس محافظي جمعية البنوك المركزية الإفريقية والتي تصادف احتفال جمعية البنوك المركزية الإفريقية بمرور 50 عاما على تأسيسها ، مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات ستحقق إضافة فاعلة ينعكس آثارها الإيجابي على جميع دولنا الأفريقية.
وأضاف ستجدون مصر دائما وكما عهدتموها داعما قويا لكافة قضايا الإفريقية المشتركة ولاعبا فاعلا في تحقيق النمو والاستقرار لأشقائنا في أفريقيا تحيا مصر وتحيا إفريقيا” .