بقلم: سليم خليل
ميكيموتو ١٨٥٨-١٩٥٤ صياد سمك ياباني قرر تحسين مستوى معيشته فانتقل إلى الغوص في أعماق البحر بحثا عن اللؤلؤ وجمعها لأن تجارة اللؤلؤ كانت تدر مالا أوفر وتضمن له حياة أفضل .
مع مرور الأيام لاحظ مثل غيره أن حبة اللؤلؤ لا توجد في بعض قواقع المحار ولم يجد أجوبة أو حلول لهذه الظاهرة فقرر طرح السؤال على الخبراء في علوم الأحياء المائية . قام بزيارة أحد المخابر حيث وجد قريبا وصديقا له ؛ كان الجواب إن بعض الطفيليات تتسلل إلى داخل القوقعة أو الصدفة وتجرح لحمها الناعم وعندها تقوم القوقعة بالدفاع عن نفسها بإفراز مادة جيرية صلبة تغلف هذا الجسم الغريب؛ ومع مرور السنين تتراكم المادة الصلبة بآلاف الطبقات الفوسفورية التي تصبح اللؤلؤة الجميلة .
قرر ميكيموتو إجراء عملية إدخال الجسم الغريب في القوقعة وتحريضها لتشكل حبة اللؤلؤ؛ وهذا يشبه عملية التلقيح الصناعي ؛ فهلكت جميع القواقع.
تأسف للفشل لكنه لم ييأس . جمع عدة قواقع حية وفيها لؤلؤ وقام بفحصها تحت المجهر ليكتشف المكان الصالح للتلقيح وقام بتجربة لقاح خمسة آلاف قوقعة وأعادها إلى بركة ليراقبها عن كثب؛ فشل مرة أخرى وماتت كائنات التجربة. بعد التفكير نهارا وليلا وردت الفكرة الصائبة وهي تأمين الحرارة والبيئة الصالحة لهذه الكائنات الصغيرة المنتجة لثروات العاملين فيها !!!
كان يعمل على التجارب مع زوجته التي كانت تشرف على تطورات اللؤلؤ بينما هو يصطاد السمك واللؤلؤ لكسب العيش ونجح بإستخراج أول لؤلؤة طبيعية صناعية بتارخ ٢٨ أيلول سبتمبر ١٨٩٣ ؛ وأصبح هذا اليوم العطلة الرسمية لعيد إنتاج الؤلؤ في كافة مصانع ميكيموتو المنتشرة في العالم بعد النجاح الهائل والإستثمار العالمي في هذا الإكتشاف . قيل
إن عدد العاملين في شركته وصل إلى ١٨٠ ألفا .
أصبح ميكيموتو من اكبر أثرياء العالم ؛ طلب منه أحد رجال الدين اليابانيين بناء معبد ؛ أحنى كيمو رأسه وبنى معبدا بشكل قوقعة اللؤلؤ تكريما لهذه الكائنات الحية التي تضحي بنفسها في سبيل إزدهار اليابان ورفع مستوى معيشة الآلاف من السكان.
عام ١٩٢١ نشرت صحف فرنسية تهمة التقليد والتزوير لمنتجات ميكيموتو ؛ سافر إلى فرنسا حيث رفع دعوى قضائية وأثبت أن منتجاته طبيعية ١٠٠٪ ولا غش أو تقليد فيها .
في زيارة للولايات المتحدة عام ١٩٢٧ كرائد في الصناعة اليابانية قابل ميكيموتو العالم والمخترع العالمي الشهير توماس اديسون الذى أنار الكرة الأرضية بإختراعه المصباح الكهربائي؛ قال له أديسون لقد حققت معجزة علمية ؛ هناك مادتان لا أستطيع إنتاجها في مختبري وهي الألماس واللؤلؤ ؛ لقد قمتَ بمعجزة وأنتجت حبة اللؤلؤ ؛ جاوبه ميكيموتو أنت أنرت العالم وأنا أضأت أعناق النساء ؛ وإذا كنتَ في عالم الإختراع قمرا فأنا أحد النجوم التي ليس لها عددا ؛ عندما سمع أديسون هذا الكلام والتكريم بكى فقال له ميكيموتو وهو ينظر إلى عيني أديسون والدموع تضيئها : لقد رأيت أجمل لؤلؤتين على وجه إنسان .