بقلم أ. / حسّان عبد الله
اللغة العربية هي الكلمات التي يعبر بها العرب عن اغراضهم . وقد وصلت إلينا من طريق النقل وحفظها لنا القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وما رواه الثقات من منثور العرب ومنظومهم . فلما خشى أهل العربية من ضياعها بعد أن اختلطوا بالاعاجم دونوها في المعاجم واصلوا لها أصولا تحفظها من الخطأ وتسمى هذه الأصول : العلوم العربية . فالعلوم العربية هي العلوم التي نتوصل بها إلى عصمة اللسان والقلم عن الخطأ وهي ثلاثة عشر علماً : الصرف والاعراب والرسم (أي العلم بأصول كتابة الكلمات) والمعاني والبيان والبديع والعروض والقوافي وقرض الشعر والانشاء والخطابة وتاريخ الأدب ومتن اللغة .
وأهم هذه العلوم الصرف والاعراب :
فالصرف هو علم بأصول تعرف بها صيغ الكلمات العربية وأحوالها التي ليست بإعراب أو بناء فهو علم يبحث عن الكلام من حيث ما يعرض له من ادغام وتصريف واعلال وإبدال وبه نعرف ما يجب أن تكون عليه بنية الكلمة قبل انتظامها في الجملة . والاعراب هو ما يعرف اليوم بعلم النحو وهو علم باصول تعرف بها أحوال الكلمات العربية من حيث البناء والاعراب أي من حيث ما يعرض لها في حال تركيبها فيه نعرف ما يجب عليه أن يكون آخر الكلمة من رفع أو نصب أو جر أو جزم أو لزوم حالة واحدة بعد انتظامها في الجملة . ومعرفته ضرورية لكل أديب أو شاعر أو عالم يزاول الكتابة والخطابة خشية الوقوع في أخطاء يقع فيها الكثير من المتآدبين الذين لا حظ لهم من هذا العلم الجليل النافع . علم النحو هو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الأعراب ، فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات ووظيفتها فيها كما يحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع سواء أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والممفعولية أم أحكاماً نحوية كالتقديم والتأخير والاعراب والبناء .
قيل : أن سبب نشأة وسبب تسمية علم النحو أن ابا الأسود الدوءلي مر برجل يقرأ القرآن فقال : أن الله برئ من المشركين ورسوله . كان الرجل يقرأ رسوله مجرورة وبهذا تكون معطوفةً على المشركين أي أن قراءته غيرت المعنى المقصود من الآية والصحيح أن يقول رسوله بضم اللام مرفوعة على الابتداء لجملة محذوفة تقديرها : ورسوله كذلك برئ . فذهب ابو الأسود إلى الامام على رضي الله عنه وشرح له وجهة نظره بأن اللغة العربية في خطر فتناول الامام رقعة ورقية وكتب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم الكلام :
وفعل وحرف فالاسم ما أنبأ عن حركة المسمى والحرف ما أنبأ عما هو ليس اسما ولا فعلا ثم قال الامام علي لابي الأسود : انح هذا النحو .
والبقية في العدد القادم