الجزء الثاني
بقلم: سليم خليل
في العدد السابق تحدثنا عن الشاعر والكاتب الدولي ناظم حكمت ؛ والدُه من أصل بولوني ووالدته من جذور سلالة أسرة ملوك من ألمانيا وجده لوالدته كان واليا حكم مدينة حلب/ سوريا إبان إمبراطورية بني عثمان ؛ والدته أرستقراطية فنانة في الرسم وعازفة بيانو ووالده دبلوماسي في الإمبراطورية العثمانية.
ولد عام -١٩٠٢- وفي مطلع شبابه إندلعت الحرب العالمية الأولى وانهارت الإمبراطورية العثمانية ؛ إنضم إلى ثورة أتاتورك في تركيا لكنه إنقلب على الحكم الجديد وسجن ولما أفرج عنه بعد ١٢ سنة فرً إلى الإتحاد السوفييتي وأصبحت ميوله إشتراكية وألغيت جنسيته التركية وعاش متنقلا في اوروبا الشرقية الإشتراكية .
كانت أسرته محبوبة في قريته في تركيا وانتشرت أشعاره ومقالاته ؛ لما سُجن زرع شيخ القرية شجرة بإسم ناظم حكمت ؛ أسرعت السلطة واقتلعتها ؛ وإذا بسكان القرية يزرعون مئات الأشجار في أماكن مختلفة بإسم ناظم حكمت وبقيت الأشجار .
بعد زيارته لبنان بالرغم من ممانعة إدارة الأمن اللبناني ومقابلة رئيس الجمهورية الجنرال فؤاد شهاب مع مجموعة شعراء وكتاب ثم زيارة الأخوين رحباني في منزلهما حيث غنًت له السيدة فيروز ؛ كلًفت قيادة مجلس السلم العالمي الشاعر ناظم حكمت تقليد ميدالية السلم للطبيب التقدمي الدكتور جورج حنا اللبناني من مؤسسي الحزب التقدمي الإشتراكي ، وجرى الحفل في أوتيل الريفييرا في بيروت . أمضى الشاعر حكمت أسبوعا كاملا في لبنان في هذه المناسبة شاهد كافة المعالم الأثرية والسياحية .
أما عن إنتاجه الفكري وأشعاره فقد كان في أكثر كتاباته حالما بغد أفضل ومتفائلا ينتظر مستقبلا واعدا .
تحلًلُ الويكيبيديا أدبه كما يلي :
جرًب ناظم حكمت كل الأشكال الممكنة ، الحديث منها والموروث، وغذى تجربته بكل الثقافات من حوله خاصة أنه له علاقات شخصية مع أبرز الشخصيات الأدبية الروسية والأميركية والأوروبية وحتى العربية ؛ ولناظم حكمت بصمته في الشعر العربي إذ نجد أصداء من طريقته الشعرية في أثر العديد من الشعراء مثل نزار قباني وعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري والعديد من شعراء العامية حيث تقتحم الأشياء البسيطة فخامة العالم الشعري وتعطيه أبعادا أخرى لم تكن بارزة من قبل .
تُرجمت قصائده إلى خمسين لغة وحصلت أعماله على العديد من الجوائز .
استعمل ناظم حكمت أسماءَ مستعارة لإمكانية دخول منشوراته إلى تركيا ؛ من كتبه – الكلاب تعوي والقافلة تسير- نشره تحت إسم – أورخان سليم – ويُعتبر ناظم حكمت من بين العشرين شاعرا الأكثر شعبية في العالم .
توفي في روسيا ودفن في موسكو ؛ حُرم الجنسية التركية طيلة حياته بالرغم من مطالبة الكثير من المنظمات إعادة إعتباره ؛ في عام -٢٠٠٩- أي بعد ستة وأربعين عاما من وفاته -١٩٦٣-
صدر قرار مجلس وزراء تركيا بإلغاء قرار حرمانه الجنسية وإعادة اعتباره . ترجم كتبه إلى العربية الدكتور علي سعد عام ١٩٦٠ وكان عام ٢٠٠٢ مئوية الشاعر الكبير حسب قرار منظمة اليونيسكو على صعيد العالم .
من أقواله المأثورة :
إذا لم أحترق أنا وتحترق أنت فكيف نخرج من الظلام إلى النور.