بقلم: فريد زمكحل
يوافق اليوم الجمعة الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير التي انقلب عليها الغالبية من شعب مصر الذي كان يسعى للتغيير ويأمل في تحقيقه بصورة سلمية ديمقراطية تستند على حرية الرأي وحرية التعبير لا على حرية الفوضى وحرية التدمير التي عرّضت أمن وسلامة الوطن للخطر على كافة المستويات والأصعدة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، لولا لطف الله بهذا الوطن وهذا الشعب العظيم الذي أراد ومازال يحَملْ لهما البعض الكثير من الشر لإسقاطهما والنيل من تاريخهما العظيم الذي عادة ما تكتبه الشعوب بالتضحية والعطاء والكفاح والفداء… وهي العناصر التي لم تتوافر في فعاليات هذه الثورة الدخيلة علينا، مثلها في ذلك مثل كافة ثورات الربيع العربي التي شاهدنا وقائعها المُدمرة عن قرب في العديد من الدول الشقيقة، ومازلنا نشاهد نتائجها المخزية حتى يومنا هذا، في العراق وسوريا وليبيا وتونس، الذي لايزال البعض فيها يسعى لإقامة الدولة الاسلامية أو دولة الخلافة التي تسببت آثارها في كل ما نعانيه اليوم من تخلف فكري ملحوظ على جميع الأصعدة والمستويات، مع التصاعد المستمر لوتيره التطرف والإرهاب الذي تتبناه العديد من الجماعات الراديكالية الاسلامية المتطرفة، بدءاً من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مروراً بجماعة النصرة وتنظيم الإخوان المسلمين والجماعات السلفية وغيرهم وصولاً للأزهر الشريف ومواقفه العبثية التي تُظهر مكمن الداء لمن يحكمون ويتحكمون في مناهجه التعليمية الداعية لتكفير الآخر وقتاله وبغضه، ويُعرِّفون أنفسهم بالعلماء وحرَّاس الشريعة، وهو بعيدون كل البعد عن ما يدَّعونه لرفضهم البيَّن لتحديث المناهج ومواكبة الحداثة قولاً وفعلاً ويُعقِّدون مساعي الدولة الإيجابية في هذا المسار ويعرقلون عملها الدؤوب للقضاء على هذا الفكر الظلامي المتخلف، بل ويحرضون عليها جهاراً نهاراً من خلال أحاديثهم وفتاويهم الإجرامية المنتشرة في العديد من القنوات الفضائية وعلى جميع وسائل التواصل الاجتماعي.. ويصب أغلبها على تأجيج النفوس مع شحن العقول بكل ما هو إجرامي ومتطرف ويتناقض مع سياسات الدولة والعالم أجمع.
وحتى لا يتهمني البعض بأنني ضد حرية الرأي والتعبير، أقول وبوضوح بل وبكل وضوح بأنني من المؤمنين والمؤيدين لحرية الرأي والتعبير لا لحرية الفوضى والتدمير التي تُدمِّر العقول وتسحق استقرار وأمن الوطن وآمان المواطن بسخافات الأئمة ومغالطات الأحاديث المختلف عليها بين دعاة التحديث وبين دعاة التجهيل على غير سند وبدون دليل.
ولكني كغيري من ملايين المصريين نثق بقدرة الدولة على اجراء التغيير الصحيح المنشود على جميع الأصعدة والمستويات تحت القيادة التنويرية الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاستعادة العقول المصرية من غياهب التخلف وبرائن التطرف والإرهاب لتحيا مصر بسلام وآمان ووئام وتحيا مصر! وكل عيد وشرطتنا الوطنية بألف خير!