بقلم: سونيا الحداد
اياكم ثم اياكم الثورة على الجهل والتعصب الذي ينخر في أسسكم التحتية. اياكم ثم اياكم الإعلان عن انتشار السرطان بينكم والذي بدأ يأكلكم من الداخل في بيوتكم ومجتمعاتكم وحيثما تواجدتم. إياكم ثم إياكم التحرك، في سبيل نشر الدعوة ونور الهدى في ربوعكم وربوع العالم الكافر ولو كلّف هذا النور حرق وتدمير كل شيء في طريقه، سواء بالسلم او بالسيف….
إياكم أن تتحركوا ابدا في سبيل مواجهة امراضكم الخبيثة وتفرّغوا الى بناء امبراطوريات اسلامية سلفية ترتدي ربطة عنق عصرية وتتداول الملايين التي تجنيها من المتاجرة في الدين ولوازمه ومتطلباته في سبيل الإرتقاء الى الجنة، غافلين عما ينتظركم في المقابل من مسوخ ستنسيكم حليب امهاتكم الذي رضعتمونه يوما، ولكن هذا غير مهم لآنه سيكون هذا قدر من الخالق يشائه وله السمع والطاعة!
اياكم ثم اياكم الكتابة عن الحرية وادعاء الاشتراكية وأنتم بالحقيقة تهللِّون ضمنيا للقوى الإسلامية والسلفيه وتهللون فتوحاتهم التاريخية والعصرية بكلمات فارغة لئيمة ان دلت على شيء تدلّ على انفصام في الشخصية وعلى شعوب عاجزة حائرة، تائهة بين استعباد جنة الأرض وخيراتها ام جنة تنتظرهم مع اخوتهم الإسلاميين الذين يمهدون لهم طريق النصر، حاملين العار لهم وللأنسانية…
اياكم ثم اياكم الإدعاء بأنكم ابرياء اتقياء وأنتم في داخلكم تعرفون الحقيقة ولكن تتغافلون عنها، صامتون بانتظار الوقت المناسب كي تتفوهون وتكتبون بدماء الأبرياء شهادة غزوات جديدة في رياض الله الواسعة وقد تعددت الوان وأنواع هذه الغزوات التي تفرحون لها حتى لو زرعت بذور الأنشقاق والكراهية في مجتمعات فتحت لكم ابوابها ومدت اليكم يدها، فقطعها ليس أهم من نشر نور الهدى!
إياكم ثم إياكم الإدعاء برغبتكم الدفينة في الأندماج والأنصهار في مجتمعات العالم الدولية، وأنتم تمجدون اسلمته وتعملون على كل الأصعدة في سبيل تحقيق الرسالة، دون أي اعتبار لهذه المجتمعات وقوانينها وعاداتها وتقاليدها لآ بل تحتقرونها وتنعتوها بأبشع النعوت الهمجية. لم يعد شيئا بخافيا على أحد وقد فضخت وسائل التواصل العصرية خباياكم الدفينة والتي يدفع ثمنها المسلمون المسالمين والمحبين للحياة قبل غيرهم، اليوم وليس الغد، والغد سيكون أبشع لأنكم لآ تدرون بأنكم تحفرون قبوركم بأيديكم … هللِّوا هللِّوا فالجنة منكم أكثر وأكثر تقترب!
أياكم ثم أياكم اتهامي بكرهي للمسلمين والأسلام لأنني أكره التافهين الجهلة الذين بسبب جهلهم وظلآم نفوسهم ينحرون خيرة ابناءهم، والنحر ألوان، وقد كثرت النعوش؛ يدمرون مجتمعاتهم، يقسمون العائلات والدول، في سبيل غرائزهم ومصالحهم وهم عن الهدى بعيدون الآف السنوات الضوئية… هللِّوا هللِّوا!