بقلم: يوسف زمكحل
اصبحت أمريكا هي مصدر الإزعاج الوحيد لهذا العالم بكثرة تصريحاتها وتهديدتها اليومية التي تتوعد وتهدد بها كوريا الشمالية وفنزويلا وإيران، وتخرج التصريحات الأمريكية بين الحين والآخر فمثلاً تقول عن مركز ابحاث أمريكي أنه جرى رصد أنشطة بمجمع نووي في كوريا الشمالية ما يشير لإحتمالية استئناف بيونغ يانغ لأنشطتها النووية بعد فشل القمة الأمريكية الكورية في شهر فبراير الماضي ، ثم تخرج التصريحات الأمريكية التي تفيد بأن بيونغ يانغ أعدمت 5 مسئولين بسبب فشل قمة هانوي ، وأمريكا مبدعة في تشويه صورة أي رئيس دولة تختلف معه إعلامياً من خلال تصريحات من محض افتراء ولا أساس لها من الصحة .
لتتوجه بتصريحاتها إلى أمريكا اللاتينية فتعلن عن دعمها لمحاولة زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو الذي يحاول أن يطيح برئيسها الشرعي مادورو وينصب نفسه رئيساً للبلاد بدلاً منه وفي أبريل الماضي أعلن وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو بأن الرئيس خوان غوايدو بدأ عملية التحرير والحكومة الأمريكية تدعم سعي الشعب الفنزويلي لنيل الحرية والديمقراطية ولا يمكن هزيمة الديمقراطية كما دعا مستشار الأمن القومي جون بولتون الجيش الفنزويلي للوقوف إلى جانب الشعب في هذه العملية ، وكان الرئيس المنقلب غوايدو الذي نصب نفسه رئيساً للبلاد نزل إلى شوارع العاصمة كاراكاس محاطاً بأعداد من عناصر وآليات القوات المسلحة وأعلن بداية نهاية اغتصاب السلطة على حد تعبيره ولكن حتى اليوم موقف غوايدو يتارجح حيث أن الدعم الشعبي له ضعيف كذلك موقف الجيش فهو داعم للرئيس الشرعي مادورو ويصبح الموقف الأمريكي والتصريحات الأمريكية بلا نتائج ملموسة لها ومجرد فقاعات هواء .
ثم تتجه البوصلة الأمريكية نحو دولة الفرس فتهدد وتتوعد النظام الملالي بما لا يحمد عقباه وهي تتهم إيران بانتهاكها الأتفاق النووي لكنها عبرت مجدداً عن أستعدادها لإجراء محادثات مع طهران ثم فرضت أمريكا عقوبات على أكبر بتروكيماويات في إيران أما إيران فتناولت حبوب الشجاعة وصرحت بأنها تشترط تغيير سلوك أمريكا للموافقة على التفاوض ويصرح بومبيو وزير الخارجية الأمريكي مؤخراً ويقول مستعدون للحوار مع إيران من دون شروط مسبقة ولكن واشنطن بحاجة إلى أن ترى إيران تتصرف كدولة عادية . ومصائب قوم عند قوم فوائد فالخليج وإسرائيل يدعمون تصعيد العلاقات بين أمريكا وإيران ولكني أرى في النهاية أن ترامب لا يريد أن يحارب لا كوريا الشمالية ولا فنزويلا ولا حتى إيران لأن ترامب بطبيعته رجل أعمال مشغول بجمع الأموال وهو يعمل جاهداً على فرض هبة أمريكا مع الحصول على أموال من هنا وهناك وخاصة أموال الخليج العربي للأسف .