بقلم: كنده الجيوش
اليوم اتحدث عن أشياء متباعدة ولكنها تدور في عوالم متقاربة تتعلق بالموسيقى وفكرة المحبة بمعناها العام التي يمكن ان تكون للأهل، للبلد، للأشخاص وغيرها..
وهنا اورد مقولة شهيرة للأديب الإنجليزي العالمي ويليام شكسبير «إن كانت الموسيقى غذاء الحب، فاعزفوا!»
“.If music is the food of love, play on»
وهذه الجملة المأخوذة من مسرحيته «الليلة الثانية عشر» معناها هو حالة تشبيه من مقولة (ان اردنا إنهاء الشهية للطعام دعونا نأكل كثيرا وسنفقد شهيتنا). وبالمقابل ان كانت الموسيقى هي غذاء الحب، ان سمعنا منها الكثير ومن أغاني الحب فسوف نزهد من حالة الحب وتفقد بريقها…
و ليس من الضرورة ان نكون من المحبين حتى نستمتع بسماع أغاني الحب وهذه بديهية.
ولكن هل يمكن ان نزهد الموسيقى؟ بالطبع لا.
وبغض النظر عن مسرحية شكسبير وإسقاطات أحداثها وحالاتها المجتمعية، تبقى الموسيقى غذاءً للروح بشكل إيجابي كبير وتغير مزاجنا الى أسعد.. او ربما الى الأسوأ احيانا.
ولكن حتى نبقى بالإطار الإيجابي وخاصة في هذه الأيام الصعبة صحيا على العالم مع الكورونا ونحتاج الموسيقى الجميلة نتذكر التراث والأغاني التي تتحدث عن البلاد ومحبتها. وليس اقدر من أغاني التراث على نقل الحالات الانسانية الجميلة. وكذلك نقلنا الى عالم اخر حيادي مختلف عن أحزاننا او أفراحنا.. ولكنه لا يخلو من المشاعر لأنه يترافق مع ثقافة مناطقه.
وهنا اذكر أغنية جميلة شهيرة ومشتركة من التراث المتداخل في شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق.. هي «يردلي» كاتبها ليس معروف من هو وخلد محبوبته ومنطقته التي عاش بها من خلال هذه الأغنية. وكلماتها غناها اشهر المطربين العراقيين والسوريين.
واعرف هذه الأغنية من خلال محبة الأهل بها ولأنها تمثل تاريخهم وحالة حب الانتماء والتفاعل بين الأديان وبين الثقافات، وتحمل روح المنطقة بدفئها وقصص اهلها وتاريخها وجغرافيتها ببراعة شديدة وبكلمات قليلة مختصرة.
وفي إطار أغاني الثقافات – وليست بالضرورة من التراث – التي تتحدث عن بلدان معينة نتذكر أغنية المطربة العالمية المصرية الميلاد، داليدا التي غنت لمصر وأحبتها بكل جمال وصدق.
وداليدا غادرت مصر وحيَّها «شبرا» ولكن ذكراها ومحبتها لمصر تبقى خالدة مع هذه الأغنية. و حقا تنقل الكلمات حالة حب لمصر تروي سمات كل مناطقها. ومنها :
«….أمّا أنا من شبرا.. في مصر وأولادها الطعمين.. زي القمر بعيون سمرا.. لابسين عقود فل وياسمين.. والنّيل بيضحك ويغنّي.. فاكرني وبيسأل عنّي.. أروح له ألاقي مستنّي.. وجنب منّة أحسن ناس..»
وتبقى الموسيقى غذاء الروح.
الأغنيتين ومن غنوهما هما من عالمين مختلفين تماما موسيقيا ولكنهما يتمتعان بالكثير من الروح.
روابط الأغاني
سعدون جابر .. يردلي :