بقلم: فريد زمكحل
تراجع الوسيط الأمريكي عن لعب دور الوساطة في قضية سد النهضة الأثيوبي بعد الإعلان الأخير للسيد سامح شكري وزير الخارجية المصري بأن كل من الطرفين الأثيوبي والمصري قد توصلا إلى اتفاق نهائي كان من المفترض أن يتم التوقيع عليه من الطرفين في نهاية شهر فبراير الجاري، برعاية أمريكية، قبل أن يعلن السيد مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارة له قام بها مؤخراً إلى اثيوبيا بعد زيارته للعاصمة الرياض، بأن مفاوضات سد النهضة قد تستمر لبضعة أشهر قادمة، وهو ما يعني تمكين الطرف الأثيوبي من ملء سد النهضة بحرية بعيداً عن بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الطرفين المصري والأثيوبي بوساطة أمريكية وبما يحفظ حق مصر الأصيل « دولة المصب» في الحصول على نسبتها المعروفة من المياه سنوياً والتي تُشكل عصب الحياة لمائة مليون مصري على المستويين الغذائي والإنساني!!
وهو ما يعني سماح الولايات المتحدة الأمريكية للنظام الأثيوبي الموجَّه صهيونياً للتعامل مع الأمر كما يحلو له بلا أي رادع أو أي واعز من ضمير وبموافقة ضمنية للأسف الشديد من دولة الممر (السودان) التي لن تتأثر من هذه الوضع المؤسف والإجرامي، الذي تحاول من خلاله النيل من استقرار الشعب المصري غذائياً وصناعياَ، نتيجة نقص مياه الرى للأراضي الزراعية المُنتجة لقوته اليومي، بالإضافة إلى الخسائر التي ستطول القطاع الصناعي المصري نتيجة هذا النقص الذي سيؤثر بصورة مباشرة على كفاءة التوربينات المولِّدة للكهرباء وربما تعطيلها بالكامل.
واعتقادي أن الأمر برمته يستهدف توريط مصر في حرب خارجية تستنزف مواردها خاصة بعد أن اعلنت العديد من المصادر العالمية المتخصصة في مجال المال والاقتصاد، بأنه بحلول عام 2035 ستكون مصر القوة الإقتصادية السادسة في العالم، وهو ما لا تريده إسرائيل بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية!
وفي تقديري بأن الوقت قد حان للإدارة المصرية لأن تتعامل مع الأمر بصورة أكثر حزماً، خاصة ولمصر كل القدرة على التأثير السلبي على كافة المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة للضغط على الطرفين لرفع أياديهم الآثمة عن موضوع سد النهضة لتوريط مصر أو للضغط عليها للحصول على بعض الامتيازات على أراضيها.
وأعتقد بأن الموقف الأخير المعلن عنه من قِبل وزير الخارجية الأمريكي ظهر وتبلور بعد الموقف العربي الواضح بقيادة مصر في التصدي الرافض لتمرير المشروع الأمريكي الملغوم المعروف باسم «صفقة القرن»، لذا يتوجب على جميع الدول العربية الوقوف بجانب مصر فيما تتعرض له من ابتزاز «إسروأمريكي» واضح للتراجع عن موقفها الوطني الرافض لهذا المشروع المشبوه (صفقة القرن).
نعم حان الوقت لاستعادة حقوقنا كل الحقوق بدون أي تراجع أو تهاون أو تخاذل .
ولكل فعل رد فعل وتحيا مصر ….