بقلم: يوسف زمكحل
كنت قد كتبت مقال عن ما يفعله أردوغان وحلمه بعودة الخلافة الذي يحلم به ولكن قررت أن يتم نشره في العدد القادم إن شاء الله وذلك بعد أن قرأت على موقع اليوم السابع المصري خبراً أستفزني كثيراً فأمسكت بقلمي لكي أكتب عن ما شعرت به من إحساس لدولة تريد أن تلحق بالدول الكبرى وهي ما زالت مكبلة بأفكار تجعل الطريق أمامها طويلاً وكان الخبر كالأتي : أجرت دار الأفتاء المصرية عبر صفحاتها على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك بثاً مباشراً للإجابة على أسئلة المتابعين والتي جاء من بينها سؤالاً يسأله أحد الأشخاص نصه كالأتي : معجب ومتعاطف مع شخصية ليست على الإسلام ومات فهل أدعو له بالرحمة وما الحكم في ذلك؟ !! وناهيك عن رد دار الأفتاء الذى أكتفى بالرد بحديث نبوي فقط ولكن هذا السؤال جعلني أشعر أن صاحب هذا السؤال مغيب عن الواقع وعن العالم أو ربما قد أفُسِد عقله من كثرة أحاديث بعض الشيوخ الذين ينشرون أفكارهم التي تدعو إلى التفرقة بين الأقباط وبين أشقائهم المسلمين الذين يعيشون معاً في وطن واحد ويحكمهم رئيس يحتضن جميع أبنائه بكل طوائفهم دون تفرقة ويذهب كل عام للكنيسة ليقدم التهنئة للأقباط في عيدهم بكل محبة .
وصاحب هذا السؤال الذي تعاطف وأعجب بالشخصية القبطية الذي توفاه الله ولكنه خاف أن يقول الله يرحمه فربما هذا لا يجوز وهو يرتعش خوفاً من عقاب الله وكأنه سيرتكب جريمة وأنا شخصياً أدعو يومياً بالرحمة لأشخاص وهم لا ينتمون للمسيحية لناس أسعدونا طيلة حياتنا وأثروا حياتنا بالثقافة أو بالإبتسامة أو بمواقف لا تنسى فتأثرنا بهم ونتذكرهم دائماً ونشكرهم بيننا وبين أنفسنا على كل ما قدموه إلينا ولا يجب أن نقيم من أنفسنا آلهة تدين لأن الله وحده هو الذي يدين وليس البشر . ثم أن صاحبنا الذي استخسر وخاف أن يترحم على أحد الأشخاص لأنه ليس على الإسلام نسي أو تناسى أنه يعيش في دولة كانت قبطية قبل أن يدخلها عمرو بن العاص عام 641 م والشخص السائل هذا السؤال لا يقيم طبعا في خيمة في الصحراء بل يقيم في منزل وهو منذ أن يستيقظ وحتى موعد نومه يتعامل مع كل شئ من صناعة غير المسلم بدءاً من النظارة والساعة والسيارة والدواء والكمبيوتر والتليفون العادي والمحمول والتلفزيون وغيرهم الكثير الذي جعل من حياته أكثر يسراً مستمتعاً بفوائدها وهو أكيد لن يدعو بالرحمة لتوماس أديسون الذي أخترع الكهرباء وأنار حياتنا وحياة صاحب السؤال الذي يجب أن يعلم أن صاحب أي أختراع ممن ليسوا على الإسلام ما كان ليخترع أختراعه هذا الذي أفاد البشرية لو أن في قلبه مثل هذه الأفكار التى تفتقد للحب .. نعم الحب للإنسانية كلها بكل محبة ورضا وصفاء نفس مؤمناً أن الإنسانية كلها تركب قارباً واحداً .
أن العالم يتقدم بالأفكار العظيمة والقلوب النقية وليس بـأحداهم فقط .