بقلم: فـريد زمكحل
التوقعات المتناقضة لكبار اساتذة التحليل السياسي لما سيكون عليه شكل العالم بعد القضاء على وباء كورونا، يؤكد بأن العالم يستعد للانتقال من الفوضى إلى الضياع..
ولا يمكن لأحد أن يُفسّر مفهوم أو مدلول هذا الضياع المتوقع، وهل هو سياسي أم اقتصادي؟ صحي أم أمني؟ أم هو صراع عسكري بين بعض القوى الكبرى لبسط النفوذ وإقرار الهيمنة التامة على مقدرات كل الدول مهما كانت الخسائر؟
وفي كل الحالات هو شكل من أشكال الضياع الناتج عن حالة الفوضى التي عاشها العالم وأوصلته إلى هذا الوباء الجائح الحاصد للأرواح ولكل أشكال الحياة من حريات ومواثيق ومعاهدات تحترم حرية الرأي والتعبير ولكل ما جاء ونصت عليه قوانين حقوق الإنسان في العالم والتي للأسف أسيئ فهمها وظن البعض أنها لا تتحقق إلا بضرب الحائط بكل القيم والمشاعر الروحية والإنسانية النبيلة، التي بغيابها دخل العالم في دوامة الفوضى التي ستقوده للضياع والنهاية المؤسفة في حال استمرار التمسك بها، هذه هي الحقيقة التي لم يتطرق للحديث عنها معظم عمالقة التحليل في العالم في جميع التخصصات الحياتية المعاشة.
والحل في تقديري يستلزم وجود دولتين أو أكثر لإدارة شئون العالم الجديد أو عالم ما بعد كورونا ولكنها تحتاج بوضوح لحضور الله الفاعل في هذه القيادة الجديدة حتى تتسم خطواتها بالحق والعدل والإنصاف واحترام حقوق جميع شعوب الأرض في العيش الكريم والاستفادة بكل ما حباها الله به من ثروات طبيعية بعيداً عن كل اشكال التدخل الخارجي البغيض للسيطرة على هذه الثروات، وهو الأمر الذي لا تنصاع له القوى الكبرى الحاكمة للعالم ولا تقبل به وفقاً لمفهوم القوى الذي تتبناه أغلب هذه الأنظمة!
لذا أتوقع أن نشهد حالة من الاضطرابات غير المتوقعة لموازين القوى في العالم خلال هذا العام والعام الذي يليه للتأكيد على أحقية منّ في خلافة الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة العالم أو على أقل تقدير في مشاركتها في هذه القيادة بصورة حقيقية ومتساوية الأركان والأبعاد.
كما أتوقع إنهيار ما يسمى بدول الاتحاد الأوروبي الذي ثبت فشله بصورة ملموسة أمام الهجوم الخاطف لفيروس كورونا، وأكد على ضعفه التام في مواجهة أثاره المدمرة على المستويين الإنساني والاقتصادي.
كما أتوقع عودة الدور المصري الفاعل والمؤثر على كافة المستويات السياسية الاقتصادية والاجتماعية سواء في محيطها الاقليمي عربياً وأفريقياً أو في محيطها الدولي العالمي.
وإن كان كل ما أتوقعه مرهوناً بما سوف يقوم به هؤلاء القادة على المستوى الروحي حتى يعود الجميع من الضياع لعالم الأخلاق والقيم والفضيلة.
وأخيراً أُحب أن أتقدم من شعوب الأرض قاطبة بخالص التهاني وعظيم الأماني بمناسبة عيد القيامة المجيد سائلاً الرب الإله أن يتغمد العالم أجمع بعظيم رحمته وبمعجزة إلهية تنقذ العالم كل العالم وتقوده إلى طريق البر والعدل والإنصاف والرحمة والمحبة، لأن «الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله» (رو 3:12)
عيد مبارك وكل عام والجميع بخير