بقلم: كينده الجيوش
قصة قصيرة ومحتواها انساني جميل وأود مشاركتكم فيه!:
يقول وائل حوكان — وهو شاب قريب لي في ريعانه هجر مع من خرج من سوريا من الشبان الصغار وممن عاشوا ظروف سوريا المؤلمة — في تعليق له على الفيس بوك في إشارة الى رجل وامراة فرنسيين عاملاه كأسرة في فرنسا:
«الحب.. هو الشيئ الأكثر قابلية على التشاركية.. عندما تجمعك الاقدار بمن استطاعوا ان يصنعوا عائلة حقيقية لك .. عائلة تتطلع للقادم معها.. وتحتفل بالجميل مما فات ..
عام على مفهوم اخر للحياة .. بوجود «دافيد» دافيد الذي منحني كل شيئ..
كلودين .. شكرًا لان الحياة تمتلك اشخاصا كأنت..»
وتحت هذا التعليق كانت صورة ل وائل وكلودين… مع ابتسامة كبيرة تقول الكثير عن روح عائلية ومحبة أسرية وقرب روحي!
وصورة اخرى ل وائل وكلودين مع مجموعة من الأشخاص الذين من الواضح انهم ينتمون الى خلفيات وعرقية ثقافية متنوعة من مختلف أنحاء العالم، ومن مختلف الأعمار!
كلودين علمت وائل اللغة الفرنسية ودافيد كان يجمع الثياب مع وائل في مبادرة للاجئين.. كم هو جميل ان نتذكر ونمعن النظر في التجارب الإيجابية عندما تحيط بِنَا الأخبار السلبية. كم هو مهم ان نتذكر الإيجابي كي نبني عليه ونزيده!
وبغض النظر عن التفاصيل الاخرى التي جمعت وائل مع كلودين ودافيد، تمكن الجميع من منح المحبة الحقيقية والمودة على درجة الأهل او الأبناء!
ان نبدأ حياة جديدة في تجربة الهجرة قد تكون صعبة على البعض منا وخاصة من مر بتجارب الحرب الاليمة وعدم الأمان والاستقرار..
ولكن الأرواح الطيبة لها دور مهم فهي التي تساعد باستقبال المهاجر وتعينه على التعرف على بلده الجديد وبناء ذكريات جديدة إيجابية وبناء حياة جديدة ناجحة. وبدورهم هؤلاء المهاجرين يعطون المحبة والوفاء مثلما تلقوا المحبة التي ساعدتهم كمهاجرين في البداية ليكونوا أبناء حقيقيين وناجحين للبلد الجديد.
في الكثير من الأحيان نعيش كمهاجرين جدد تجارب حياتية نعتقد انها بسيطة ولكن تأثيرها وأثرها علينا يكون كبيرا وعميقا. ومهما كانت صغيرة فإنها مصدر كبير للمحبة والنجاح..
نعم ياوائل.. الحب هو اكثر شيئ قابل للتشاركية..
ومن وائل الى شخص اخر قرر ان يصل وشائج المحبة بطريقة اخرى. احمد يوسف هو مغترب سوري يحمل شهادة الدكتوراه قرر ان يمنح جوائز ويكرم بعضا من أبناء قريته من المتفوقين في سوريا ليشجعهم على طريق التعليم والنجاح فيه رغم ظروف الحرب الصعبة من الناحية الأمنية والاقتصادية.
وفِي هذه الظروف القاسية فإن المبادرات الإيجابية للمساعدة مهمة ولها اثر كبير جدا جدا مهما كانت صغيرة.
ان تشجع أطفال بلدك بما فيهم من يسكن الأماكن البعيدة عن المدن ليكونوا تلاميذ ناجحين ورجالا متعلمين فعالين في المستقبل ربما هو من اهم المبادرات من اجل بناء مستقبل أفضل ينعكس اثره على قرانا ومدننا في العالم اجمع.. في سوريا وفِي فرنسا وفِي كندا ….
المبادرات الإيجابية مهمة مهما كانت صغيرة.