- انعقاد القمة العربية الطارئة تأخر كثيراً.. والبيان الختامي مقبول.
- تهجير أهل غزة أوهام .. وإسراع العرب بإعادة الإعمار يقطع الطريق على ترامب.
- مقاومة المحتل حق مشروع للفلسطينيين .. لكن لا إجماع عربياً بشأنها
- ترامب يرفع سقف الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل أكثر من بايدن .
- مصر تقف على مسافة واحدة من كل الأطياف السياسية اللبنانية
- قوة لبنان في تنوعه ومطلوب من الدول الخارجية عدم التدخل في شؤونه.
- قطر تتطور بسرعة والعالم يثق فيها للقيام بواسطات ناجحة
- زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية اقتصادية.. ودفع الرياض للتطبيع مع إسرائيل
- المصريون يرفضون السياسات الأمريكية المنحازة ضد الحقوق الفلسطينية والعربية.
- الحضور الأمريكي في المنطقة كبير ويفرض نفسه بقوة وغلظة
بيروت – اجرت الحوار مديرة مكتب بيروت منى حسن
اكد الكاتب الصحفي المصري طه خليفة ان الدور المصري كان مساعداً في إنهاء هذا الشغور مع أدوار عربية مهمة قامت بها السعودية، لكن يبقى الدورين الفرنسي والأمريكي هما الأهم.
وقال في حديثه ل للرسالة الكندية : اذا كانت إسرائيل تريد السلام والأمن والاستقرار فإن عليها أن تدخل في تفاوض جاد لإنجاز هذا السلام.
وإلى تفاصيل الحديث :
*كيف تقميون القمة العربية الطارئة التي عقدت بالقاهرة مؤخراً، وما رأيكم في البيان الختامي لها؟.
-أولاً، انعقاد القمة العربية الطارئة تأخر كثيراً، القمة كان يجب أن تلتئم فور تصريحات ترامب بضرورة تهجير أهل غزة ليضع يديه على غزة ويحولها إلى “ريفيرا” الشرق الأوسط كما تصور له أحلامه أو أوهامه، وكأنها أرض بلا صاحب ولا شعب ولا تاريخ وجذور للفلسطينيين فيها.
القمة انعقدت 4 مارس 2025، وكان موعدها الأول 27 فبراير، والدعوة لها تمت في 18 فبراير ولكن هكذا هم العرب يأتون متأخرين دوماً حتى في القضايا المفصلية المركزية الوجودية مثل القضية الفلسطينية.
مثلاً، الأوروبيون قادرون على عقد اجتماع على مستوى القادة بين عشية وضحاها إذا كانت هناك قضايا عاجلة تتطلب ذلك ويتخذون خلالها قرارات عملية وينفذونها بعكس العرب الذين لا قيمة للوقت عندهم.
أما عن البيان الختامي فهو مقبول وهو المتاح في ظل حالة الضعف العربي وعدم استثمار العرب لأوراق القوة التي في أيديهم للضغط بها على أمريكا التي تتغول عليهم وتتلاعب بهم وتتصرف في المنطقة العربية كأنها الحاكم الأعلى لها.
صحيح أن العرب رفضوا بخجل خطة ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في غزة، لكنها خطوة جيدة منهم ويلزمها التمسك بها ومحاولة تمريرها لدى الإدارة الأمريكية التي يبدو أنها لا تقبلها، ثم الشروع في تنفيذ إعادة الإعمار السريع في غزة لقطع الطريق على الخطة الأمريكية الإسرائيلية لتفريغ غزة من أهلها.
*هل الإجماع العربي سينقذ فلسطين من الأطماع الإسرائيلية؟
-هناك إجماع عربي في الظاهر بشأن فلسطين، لكن الله أعلم بما يجري في الغرف المغلقة، وفي ظل التطبيع مع إسرائيل الذي اتسع خلال رئاسة ترامب الأولى.
لكن الحقيقة هناك إجماع بشأن الحقوق الفلسطينية المشروعة بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى خطوط الرابع من يونيو 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف (القدس الشرقية).
لكن ليس هناك إجماعاً عربياً بشأن قضية المقاومة الفلسطينية، هناك القليل من العواصم التي تتفهم معنى المقاومة وضروراتها بينما غالبية العواصم ليست مع المقاومة وتريد ألا يكون هناك وجود لها في فلسطين المحتلة.
هذه العواصم تشترك في أن القضية الفلسطينية تحل بالسياسة والمفاوضات إنما إسرائيل تقتل السياسة وتدمر المفاوضات وتخطط حالياً لابتلاع الأراضي المحتلة وتهجير الفلسطينيين وإنهاء وجود القضية وتحويل ما تبقى من الشعب الفلسطيني إلى أقليات متناثرة داخل أرضه ووطنه.
من هنا تنشأ بطبيعة الحال مقاومة شعبية عفوية لهذه المخططات الإجرامية وللانتهاكات والقمع وعمليات التغول والقتل والتوحش تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
ومن حق أي شعب خاضع للاحتلال أن يقاوم المحتل. وإذا كانت إسرائيل تريد السلام والأمن والاستقرار فإن عليها أن تدخل في تفاوض جاد لإنجاز هذا السلام.
*هل سياسات الرئيس الأميركي ترامب تجاه الشرق الأوسط يمكن أن تحقق السلام العادل؟
-هذا الرئيس جاء لينهي الحروب القائمة وفق تصريحاته الكثيرة، وطوال حملته الانتخابية وبعد فوزه كان يكرر أنه لو كان رئيس أمريكا خلال السنوات الأربع الماضية التي حكم فيها بايدن لما نشبت حروب
لكن هذا مجرد كلام وهو غرور فائض عن الحد عند ترامب، فإذا كان يريد نشر السلام في منطقتنا لكان عادلاً في تعامله مع الإسرائيلي والفلسطيني لكنه منذ دخوله البيت الأبيض وهو يرفع سقف الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لإسرائيل لدرجة غير مسبوقة.
وإذا كان بايدن قد خذل العرب بانحيازه المطلق لإسرائيل في عدوانها على غزة فإن ترامب يزيد الانحياز والدعم لدرجة خطيرة وأبرز مثال خطته غير القانونية لتفريغ غزة من سكانها وإزالة القيود التي كان بايدن قد فرضها قبل مغادرته البيت الأبيض على تزويد إسرائيل بأنواع معينة من الأسلحة والقنابل والذخائر شديدة التدمير.
وفي حرب روسيا وأوكرانيا فإنه لا يسعى لانهائها وفق خطة سلام متوازنة إنما هو يريد جلب أوكرانيا على الطاولة وأن تستجيب لشروط سلام غير عادلة لها.
تقديري أن ترامب جاء يطفئ الحرائق بالغطرسة والضغوط وليس العقل والعدل وغالباً قد يشعل مزيداً من الحرائق، وها هو يعتدي على اليمن بضربات عنيف ضد هذا البلد العربي.
ترامب، وكل رئيس أمريكي، ليس إطفائياً، هذا لم يحدث من قبل.
*كيف ترون العلاقات المصرية- الأمريكية؟
-هذه العلاقات تم استئنافها في عهد الرئيس الراحل السادات بعد أزمات وجمود خلال حكم الرئيس عبدالناصر، وهى تواصل التطور وتتجاوز الصداقة إلى التحالف لكن متانة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة تفوق أي علاقة لأمريكا مع أي بلد عربي آخر ومهما كانت قوة التحالف معه ذلك أن إسرائيل تأتي في المقدمة في العلاقات الاستراتيجية لأمريكا.
الحضور الأمريكي في النطاق العربي واسع وكبير ومتشعب ويفرض نفسه بقوة وغلظة ويستفيد من الموارد العربية خاصة النفط ومع هذا لا تعبأ واشنطن بالحقوق والقضايا العربية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.
وعدوان 7 أكتوبر دليل جديد للانحياز الأمريكي المطلق للحليف الإسرائيلي أو التابع الإسرائيلي ضد العرب وضد الشعب .