بقلم: رفاه السعد
هروب عشرات السجناء من كبار تجار المخدرات من سجن القناة الذي يقع وسط العاصمة بغداد بالتعاون والتنسيق مع حراس السجن وعدد من الضباط بحسب ما اعلنته وزارة الداخلية التي اعلن وزيرها أنه تم فتح تحقيق في الحادثة ومبدئيا تم طرد وحبس نحو ٨ اشخاص بين حرس وضباط بسبب الاهمال المتعمد..عملية الهروب كانت سهلة وجريئة فمقاطع الفيديو التي انتشرت ظهر فيها السجناء وهم يهربون واحد تلو الاخر بطريقة سهلة ومرتبة وكانت هناك سيارات تنتظر عدد منهم خارج السجن.. بعد هذه الحادثة بيوم واحد داهمت القوات الامنية العراقية مقر للعب القمار والروليت وسط بغداد لصاحبه المدعو «حجي حمزة الشمري» هو احد عناصر الحشد الشعبي وخلال المداهمة اعتقل الشمري وعلى الفور اعلنت السلطات انها القت القبض عليه وعلى خمسة وعشرين اخرين من اتباعه..
ويعد حجي حمزة شخصية معروفة لدى القوات الأمنية ووزارة الداخلية بالتحديد، وكل نشاطاته السابقة مرصودة بين لعب القمار وتجارة المخدرات والدعارة الا ان القوات الأمنية لا يمكنها التحرك لاعتقاله، لارتباطه الوثيق بفصائل الحشد الشعبي،فالشمري كان يوفر تمويلًا من خلال نشاطاته لبعض الجهات المرتبطة بالحشد كما انه يدّعي ارتباطه بالمرجعية الدينية“.
وذكر مصدر امني أن الداخلية العراقية تجنبت اعتقاله خلال السنوات الماضية، تحسبًا من وقوع خلافات أو تجاذبات بين الفصائل وقادة الحشد، مشيرًا إلى أنه من المعروف أن المسيئين في الحشد يجب أن يعتقلهم الحشد الشعبي بنفسه، ولا يسمح لقوى الأمن الأخرى القيام بذلك لكن بحسب المصدر ذاته فان مديرية الأمن تأخرت في هذا التحرك، حتى ضغط عليهم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بطلب من وزير الداخلية ياسين الياسري، الذي حرّك المياه الراكدة تجاه الشمري..ولا تزال هناك كثير من الاوراق غير مكشوفة.
اختلفت الاراء حول سبب اعتقاله فلم يصدق احد ان القبض عليه كان بسبب محاربة الفساد بل الاسهم اتجهت الى ان هناك خلاف بينه وبين احد قادة الاحزاب او الحشد او اختلفوا في تقسيم الوارد والتمويل..
هناك الكثير على غرار حمزة الشمري تعرفهم الحكومة حق المعرفة لكنها لا تجرؤ على اعتقالهم بسبب مصالح شخصية أو امنية أو ارتباطهم بشخصيات سياسية او احزاب معروفة..وخير دليل تهريب تجارة المخدرات من سجن القناة بكل سلاسة.
كان العراق يحتل مرتبة متأخرة بقائمة المخدرات في سبعينيات القرن الماضي بحسب تقارير دولية أشارت الى إنه كان ممراً لها فقط،فأصبح بعد 2003 مستهلكاً لها وشاع تعاطيها وصارت تباع على أرصفة الشوارع..بسبب الشمري وغيره من تجار المخدرات..
الإحصاءات تذكر ان هناك مؤشرات خطيرة عن حجم المخدرات في العراق ومتناوليها وتثبت الوقائع بأن المنافذ الحدودية مع إيران هي المصدر الرئيسي لدخول المخدرات عن طريق التجار..يذكر أن هناك اسباب كثيرة ساعدت التجار على جلب وادخال انواع مختلفة من المخدرات حيث وجدوا ارض خصبة تعاني من مشاكل عدة سياسية وامنية واقتصادية حيث تفشت البطالة بين الشباب بشكل غير مسبوق، وتوالي الخيبات أحد أهم الأسباب التي دفعت الشباب الذين يشعرون بالضياع وانعدام المعنى من الحياة والاكتئاب والخوف من المستقبل الى تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، مع عدم وجود معالجات واقعية وصحية وعلمية من الحكومة.