بقلم : سناء سراج
استيقظت صباحا كعادتها تذهب الى المدرسة، وارتدت السواد وحملت حقيبتها ومشت شوارع كثيرة ومتفرعة، حتى التقت بأصدقائها هالة وعبير ومديحة ، وركبا الاتوبيس للذهاب الي المدرسة الثانوية حيث كانت تقع بين حي المهندسين والعجوز ة وكانوا يترجلون من محطة ميت عقبة امام نادي الزمالك ويمشون شارع جامعة الدول العربية حتي يصلوا الي المدرسة بعد ميدان سفنكس ويطلون بنظرهم علي العمارة التي تقع علي الناصية حيث كان يقطعها وقتها لاعب نادي الزمالك طارق يحيي وهو في عزه وشبابة ربما يجدوه ويفوزوا بالتوقيع لهم في الاتوجراف مرة أخرى .
عاشت حنين هذه الذكريات يوميا مع اصدقائها وزملاء الرحلة اليومية الجميلة حيث الجراح واتساب الشارع والحقيقة الكبيرة التي تتوسط والبنايات المتناثرة وتوازي الناديين الزمالك والترسانة بطول الشارع حتي ميدان سفنكس ، وكنا نذهب الي مخبز ميت عقبة الشهير ونشتري خبز الفينو الطازج والذي رائحتة تجذب الانوف وبعض المقرمشات وسبحان الله كان له مذاق رائع وأغلب الأحيان ناكله بدون غموس وهو ساخن في ايام الشتاء القارس .
وكم شهدت الخطوات والطرقات لهونا وضحكاتنا في الحديقة الغناء وصفاء السماء ونقاء القلوب كنا نمزح ونروح ونغدو كالفراشات الطائرة بدون جناحات ونضحك من قلوبنا ولا نبالي سخافات الدنيا وتعنت البشر كنا كالزرع الأخضر اليانع الذي يبللها الندى ، وتملأ نا براءة الأطفال ، حيث لا نعرف الحزن او الحقد والغيرة كنا نمتلك راحة البال والقلب والأحلام الوردية الجميلة والبسيطة ، لدينا مصروف صغير يكاد يكفي المواصلات والخبز الساخن ، كان الماضي فيه اشياء جميلة لن يعوضها الزمن أشياء جميلة وبسيطة ولكن لها مذاق رائع وتشعر وقتها ان الدنيا ميلادها الخير والبركة والحب كانت الدنيا حلوة اووي في عيونا وقلوبنا ..
وكنا كأصدقاء تجمعنا هوايات مختلفة ولكن اتفقنا جميعا علي حب العندليب الذي غزا قلوبنا الصغيرة وتربع فيها وكم حلمنا بأن نادي الحب الذي يتغنى له وبه العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ ، ونردد اغانية نحن نتحول في الطريق حتى نصل للمدرسة ، ومرت الأيام ومر عام ونصف العام علي هذا الحال حتي جاء يوم اسودت فيه الدنيا في نظرى ،.
في آخر يوم من أيام امتحانات نصف العام ماتت امي ومرات بأيام عصيبة مدمرة انطفأ نور الدنيا في عيني وقلبي ، وكم بكيت أنهار من الدموع علي فراقها وكن نزف قلبي واصبحت يقطر المآ و وجعا ، واستوطن الحزن في قلبي وعيني ونبرات صوتي ، وترك جراحا لا تندمل ، وعودنا بعد انقضاء الاجازة الي نفس الطريق ولكن لم أعد كما كنت الهو والعب وأجرى واطير كالفراشة فقد أصبحت ذبيحة القلب.
وأحب أصدقائي هالة وعبير ومديحة إخراجي من حالة الحزن المسيطر على حياتي التي لم تبدأ بعد ، وانكساري بعد موت أمي التي كانت تمثل لي الحياة ، وقالوا هانعمل مسابقة كل واحدة فينا تغني اغنية بتحبها للعندليب ،
وجاء دورى لاغني ، فغنيت حاول تفتكرنى ، انا انا ..انا اللى طول عمرى بقول الحب عمره طويل
أنا، أنا اللى طول عمرى بصدق كلام الصبر في المواويل .
من كثر ما كان الحب واخذنا ، وكل حلاوة الدنيا في إيدنا
لا، لا، لا، لا، لا فكرنا زمان يعاندنا، لا، لا، لا، لا ولا أيام تقدر تبعدنا لا
وعشنا، عشنا، عشنا الحب بالأيام ، وكل بكره فيه أحلام، وعشنا، عشنا، عشنا الحب بالأيام، وكل بكره فيه أحلام، و أتارى كل ده أوهام
وسافر من غير وداع فات في قلبي جراحه ، ذبت في ليل السهر والعيون ما ارتاحوا..
وبكيت بكاء مرير وكأني لم ابكي من قبل ، وكأني ابعث رسالة عتاب الي امي كيف سافرتي وفارقتي بدون وداع في غفلة من الزمن رحلتي وتركتي قلبي الصغير يعاني فقدانك وحرمانه من احضانك ، وبكي كل اصدقائي لمجرد سماع نبرات صوتي الحزين ، واحسها بقلبي الجريح ونفسي التي تعاني الانكسار .. وكانت هذه حكاية غنوة واترككم مع رائعة حاول تفتكرني العندليب القلوب عبدالحليم حافظ ..
حبيبى… و الله لسه حبيبى… و الله و حبيبى مهما تنسى حبيبى… و الله و حبيبى عمرى ما أنسى حبيبى… أبقى إفتكرنى… حاول تفتكرنى… و لو مريت فى طريق مشينا مرة فية أو عديت فى مكان كان لينا ذكرا فيه أبقى إفتكرنى… حاول تفتكرنى… دى ليالى عشناها أبداً مش حنساها على بالى يا حبيبى على بالى أيام و ليالى على بالى ليل و نهار و أنت على بالى…. و منين نجيب الصبر ياأهل الله يداوينا؟ اللي إنكوى بالحب قبلينا يقول لينا و سافر من غير وداع… الجزء الثالث بعدنا بعدنا ليه؟ تعبنا! .قول قول قول من إيه؟ من الشك يا عيني؟ من كلمة قالوها عاي؟ من الغيره يا عيني؟ الغيرة ياما عملت في. حبيبى… مهما شوقى يطول يا حبيبى… حافضل أقول يا حبيبى… أبقى إفتكرنى… حاول تفتكرنى… إلى آخر الأغنية ..