بقلم: الدكتور غازي الفنوش
هي حالة مرضية يحدث فيها شلل في نصف عضلات الوجه نتيجة إصابة العصب الدماغي السابع ، والمسمى بالعصب الوجهي ، ويصاب الرجال والنساء بنسبة متساوية ، ولكن يزداد حدوثه في المراحل الأخيرة من الحمل
ويتألف العصب الوجهي من ألياف عصبية تحمل الإشارات الكهربائية العصبية إلى عضلات الوجه فتنقل لها المعلومات والأوامر لتقوم كل عضلة بدورها وبشكل متوافق مع بقية مجموعة عضلات الوجه ، وبنتيجة ذلك يتكون التعبير في الوجه سواء كانت إبتسامة أو عبوس او ضحك ، وهذا يعني أن العصب الوجهي يعمل على إحداث التعابير المختلفة بالوجه ، لذا فقد سمي عصب التعابير الوجهية ، بالإضافة إلى ذلك فهذا العصب يكون مسئولا عن الغدد الدمعية واللعابية وعن التذوق في اللسان .
يمتد العصب الوجهي من الدماغ ويمر خلال قناة عظمية في قاع الجمجمة قبل تفرعه لتعصيب عضلات الوجه ، فإذا حدث إلتهاب أو رض على العصب فإنه يتورم وبالتالي ينضغط داخل القناة العظمية فيحصل الشلل بالعصب ، ومن هنا يمكن اصابة العصب في منطقة الدماغ ويؤدي ذلك إلى لقوة دماغية مركزية وهي نادرة الحدوث وعادة تكون ناجمة عن النزوف الدماغية و أورام الدماغ ، أو
تكون الاصابة على مسار العصب فتحصل لقوة محيطية وهي الاكثر شيوعا، وعادة تكون بسبب التعرض المفاجئ لجو بارد أو بسبب اصابة العصب بالتهاب فيروسي (إنفلونزا) ، أو إلتهاب جرثومي للغدة النكافية ، او لأسباب استقلابية كالداء السكري ، أو إصابات رضية للعصب كما في حوادث السير والاصطدام .
هذا و بالنسبة إلى اعراض هذا الشلل وعلاماته ، فإنها تأتي بشكل مفاجئ وغالبا ليلا ، حيث يلاحظ المصاب ضعف في جانب واحد من وجهه يزداد تدريجيا في غضون ساعات أو أيام ، فيحصل تدلي وارتخاء في عضلات الجبهة وحاجب العين في نصف الوجه المصاب مع حدوث صعوبة في اغلاق العين والتبسم، وهبوط زاوية الفم في الجهة المصابة مما يؤدي إلى صعوبة في اغلاق الفم بالكامل وبالتالي يحدث خروج للسوائل عند الشرب من الجهة المصابة ، ويصبح الوجه خالي من التعابير ، مع عدم القدرة على التصفير كما يحصل ألم داخل الأذن أو خلفها وصداع في الرأس وانخفاض حاسة الذوق ،
ليس هناك اختبار محدد لتشخيص شلل العصب الوجهي وغالبا يعتمد الطبيب في البداية على الفحص السريري من خلال النظر إلى وجه المريض والطلب منه تحريك عضلات الوجه عن طريق إغلاق عينيه ، ورفع جبينه والكشف عن اسنانه، كما يستعين الطبيب بإجراء التخطيط الكهربائي للعصب وكذلك التصوير بالرنين المغناطيسي و والتصوير الطبقي المحوري .
علاج اللقوة المحيطية :
تشفى معظم حالات الشلل الوجهي النصفي من دون علاج ، إلا أن ذلك يأخذ وقت طويل اسابيع أو أشهر ، ويعتبر تحسن الحالة بشكل مبكر مؤشر جيد على امكانية حدوث التحسن الكامل بشكل سريع ، هذا وتعتبر عودة حس الذوق من أولى علامات التحسن .
وفي حال وجود مرض مسبب للقوة المحيطية ينبغي علاج المرض الاساسي المسبب . وبشكل عام عند حدوث الشلل الوجهي ، يفضل للمريض الراحة وعدم التعرض للبرد والابتعاد عن مصادر القلق والتوتر ،
اما بالنسبة للعلاج الدوائي فيتم ذلك بإعطاء الكورتيزون (بردنيزولون)مع مضارات الفيروسات (اسيكلوفير) ومركبات فيتامين – B , بالإضافة لاستخدام قطرات الدموع الاصطناعية منعا لجفاف قرنية العين ، كما ينبغي أن يترافق العلاج الدوائي بالدعم المعنوي والنفسي ، وذلك لأن شلل العصب الوجهي يشوه منظر الوجه ، فيواجه المصاب صعوبة من الناحية الإجتماعية ، ويحتاج كذلك لعلاج فيزيائي طبيعي لإجراء تدليك لعضلات الوجه وتدريب المريض على بعض التمارين للوجه مثل تمرين رفع الحاجبين للأعلى ونفخ الهواء في الخدين عن طريف نفخ بالونات ، ومصغ العلكة لتقوية عضلات الوجه المصابة بالشلل . وفي حال استمرار اللقوة لأكثر من ستة اشهر دون تحسن فقد يلجأ إلى الجراحة وذلك لتحرير وتخفيف الضغط على العصب ، ولكن هذا الإجراء نادر لما قد يسبب من أثار جانبية كصعوبة بالنطق والأكل .