بقلم: فـريد زمكحل
مما لاشك فيه أن العام الحالي 2025 هو عام التصادمات المفجعة بين الشرق والغرب على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والجغرافية، سواء في الغرب بين دول الاتحاد الأوروبي التي تستعد لمواجهة الحرب الاقتصادية التي تشنّها عليها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مخالف ومفاجئ وغير متوقع لطبيعة العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية التاريخية، التي تربط بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
ويمكنني القول وبوضوح أنها بدأت تؤجج روح التفكك والإنفصال والتباعد بين القارة العجوز وبين الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي تتحرك فيه روسيا للقضاء نهائياً على أحلام الجارة الأوكرانية في استعادة جزء من الأرض مقابل السلام وتحييد الدور الأوكراني بالقضاء على فكرة الإنضمام لحلف الناتو نهائياً، مع الاستعداد لقيام روسيا بنفس الدور مع بولندا في حال قيامها بنشر صواريخ نووية على أراضيها المجاورة والقريبة من الدولة الروسية، ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الروسي، هذا في الوقت الذي تستعد فيه الصين من تكثيف وجودها العسكري حول جزيرة تايوان للانقضاض عليها عندما تسمح الظروف بالقيام بذلك، بينما تستعد إيران وبقوة عسكرياً لمواجهة أي نوع من التدخلات من الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال إشعال فتيل الحرب السنية الشيعية ضدها بقيادة ومشاركة العديد من الدول العربية السنية في أسيا وأفريقيا والتي يتم التمهيد لها منذ سنوات من خلال ما يبث من برامج تحريضية على اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة بخلاف ما ينشر في الصحف والبرامج الإعلامية الرسمية في بعض الدول العربية الكبرى في المنطقة ويُعمق من حجم الخلاف.
هذا بخلاف الوضع المتأزم عربياً لكل ما حدث ويحدث من قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو في القطاع ويُشكل في مجموعه نوع من التهديد الحقيقي لكل من الفلسطينيين في إطار المحاولات المستمرة لتهجيرهم سواء بالتراضي أو قسرياً، وما يشكله هذا الأمر من تهديد مباشر للأمن القومي المصري والأردني ويدفعهما دفعاً نحو مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يُعايشها الشعب المصري وشقيقه الأردني، وتفرض المزيد من الصعوبات على الإدارتين المصرية والأردنية مع خروج سوريا من المعادلة الشاملة لهذه الحرب المتوقع نشوبها في أي وقت نتيجة المواقف المتشددة والمساندة من الإدارتين للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بصفة خاصة مع تفاقم روح الفرقة وحالة الضعف العام لكافة الدول العربية والإسلامية والإفريقية، والتي تظهر بوضوح في الصراع العسكري الدائر في دولة ليبيا الشقيقة وفي دولة السودان الشقيق نتيجة العديد من التدخلات الخارجية في الدولتين من بعض الدول العربية والأجنبية، إسوة بما تتعرض له سوريا من تركيا، وإيران، وإسرائيل وروسيا في محاولات مستمرة لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ من خلال بث روح الفتنة والتعصب بين مكونات الشعب السوري التي تشكل في مجموعها الدولة السورية التي تتجه نحو التقسيم في ظل نظام حكم أحمد الشرع ورفاقه.
هذا بعض من كل ما يجعل من هذا العام أكثر خطورة وتصادمية في العالم أجمع ما لم يتدخل الله لحل كل هذه النزاعات بشكل سلمي يحفظ أمن واستقرار العالم.