بقلم : علي فارس
نامت مطولاً هذا الصباح ولم توقظها أجراس الكنائس، لكنها استفاقت على إنفجار هائل كسر اجنحتها الرقيقة وحطم جسدها النحيل، فوجئت عندما كانت امها تبحث عنها بين الأنقاض وألاب الذي ذهب إلى العمل يتصبب عرقا عندما كان يطمئن عليها ولا تجيب. لم يكن يعرف ماذا يعني الوداع الأخير ولم يتخيل له دفن مهجة قلبه وثمرة فؤاده يوماً ما.
كل يوم يعشقها مثل مدينته الجميلة رغم قساوة الحياة فيها..
لا تستطيع رؤية دموع والدتها وحرقة قلبها عليها لانها لا تستحق هذا الألم العميق فكل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقا صغيرا لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود.
دموع هستيرية كأنها من قدر يغلي على فراق الكسندرا نجار. هذة ليست مجرد قصة حزينة ولاصور مؤلمة لضحية حروب أقل ما نقول عنها أنها ضد الإنسانية بكل ما تحملهُ في جعبتها من دمار نستطيع أن نتجاوزها أو ننساها، بل حكايا وآلام خطتها أنامل طفلة بريئة أدخلت الحزن والأسى في قلوب العالم بأسره.
رحلت فراشة بيروت والتي تبلغ من العمر ٣ سنوات متأثرة بجروح أصيبت بها جراء انفجار الرعب فلم يتحمل جسدها الصغير حماوة النيران، وعلى الرغم من مقاومته الكبيرة إلا أنه استسلم للموت وسرق منها طفولتها البريئة.
فراشة يافعة احترقت جناحها فأضحت منكسرة ولم تعد حنجرتها تقوى على الصراخ ففضلت الصمت الأبدي.
زهرة في عمر الزهور كانت تفوح عطراً بكل مكان كعطر الياسمين قطعتها أشواك الحروب. عشقت لبنان فارتقت شهيدة على مذبح الوطن.
سلام عليكِ ياصغيرتي سلام على نخلة تعانق سعفها السماء.
سنفتقد ابتسامتك الملائكية إلى الأبد وصورتك الجميلة باتتْ مطبوعة في الأذهان وراسخة في قلوب الإنسانية جمعاء.