بقلم: عادل عطية
لي صديق، ما أن يقرأ تصريحاً أو تلميحاً، عن قرب تنصيب عدد من المحافظين الجدد، حتى يُحافظ على أن يُمسك بهاتفه المحمول بيده وأسنانه؛ لعله يتلقى المكالمة الفارقة، ويكون واحداً من زمرتهم!
ولأنه استاذ جامعي في العلوم السياسية، ولم يتقاعد بعد، لذلك يظل قاعداً ثابتاً في وظيفته؛ لا لشيء سوى لأنه في دستور حكوماتنا الرشيدة، أن يكون من أهم شروط المترشح لمنصب محافظ، أن يكون من أرباب المحالين إلى التقاعد؛ حتى يتمكن من الجلوس بفخامة وعزة على كرسي منصبه!
لذلك نجد كثير من هؤلاء الحاملين وسام التقاعد، كل وجل عملهم منصبّ على المحافظة على هذا الكرسي، وعلى هذا المنصب، وبالتالي محافظين، بإخلاص، على بُعد المسافة التي بينهم وبين تحمّل المسئولية!
لا تحزن ياصديق العمر؛ فأنت أيضاً من المحافظين ـ شاءت الحكومة أو أبت ـ حتى ولو كان منصبك هذا “من منازلهم”، كما يقولون. فأنت من المحافظين على أحلامك، وآمالك. ومن المحافظين على حبك لأهلك، وأصدقائك، ووطنك!
ونِعْمَ المحافظ، أنت!…