بقلم: سليم خليل
كافة المواطنين ومن كافة شرائح الشعب يتسوقون أسبوعيا من محلات الدولار ويشترون سلعا أحيانا لا يحتاجونها نظرا لرخص قيمتها وأشكالها الجديدة ولا يهم إذا كانت ذات السلعة موجودة في البيت لكن منظرها وشكلها يوحي بأنها أصبحت قديمة مقارنة مع الشكل الجديد المعروض .
الأسعار الزهيدة تجلب الزبائن ؛ بدأت محلات الدولار بتشكيلة سلع عديدة وتوسعت لنجد فيها المواد الغذائية المعلبة والألبسة وأدوات التنظيف والمكتب والتجميل وألعاب الأطفال إلخ إلخ …
حاليا يوجد في الولايات المتحدة ثلاثين ألف متجرا -٣٠٠٠٠- . منذ عشر سنوات كان العدد عشرين ألفا. تملك شركة Wallmart العملاقة ٤٧٠٠ متجرا وتعتبر أكبر شركة مبيع بالمفرق في شمال أميركا .
تفتتح شركات الدولار ستور محلاتها في مناطق ذوي الدخل المحدود والأدنى وبذلك يصعب على شركات – السوبر ماركت – المتواجدة في الأرياف الحفاظ على حجم مبيعات معين يساعدها على تأمين العمل لما لديها من عمال وبذلك تُجبَر على تخفيض ساعات العمل لعمالها أو إغلاق الأبواب ؛ لذلك بدأت بعض المدن منع انتشار هذه المحلات حفاظا على استمرار المحلات الكبيرة بنشاطها وضمان العمل لعمالها .
بالإضافة إلى مشاكل اليد العاملة تبيع الآن محلات الدولار تشكيلة كبيرة من المواد الغذائية المصنعة والمعلبة الرخيصة يشتريها ذوي الدخل المحدود والأدنى لرخصها دون الاهتمام بما فيها من غذاء ضروري للصحة كما أنها لا تبيع المأكولات الطازجة والخضار والفواكه الضرورية والمفيدة للصحة؛ هذه تقارير أكدتها دوائر الصحة في الولايات المتحدة التي باشر العمل على إيجاد حلول لهذه القضية بمنع الترخيص لمحلات الدولار ستور وتشجيع متاجر بيع الخضار والفواكه والمأكولات الطازجة.
تبتلع شركات الدولار الكبيرة الشركات الصغيرة لتحتكر الأسواق وتبين أن ثلاث شركات تتحكم الآن بالأسواق وتخطط لفتح خمسة وعشرين ألف متجرا أكثرها في المناطق الريفية حيث دخل الفرد السنوي يقدر بعشرين ألف دولار.
منذ ثلاثة عقود بدأت محلات الدولار بالانتشار وتؤكد الإحصائيات أن التوسع السريع بدأ بعد الانهيار الاقتصادي عام – ٢٠٠٨- الذي أجبر أكثر السكان على شد الحزام والتفتيش على السلع الرخيصة.
تتحدث التقارير عن أن المساحة الضرورية لمحل دولار -٧٠٠٠- قدم مربع أما محلات بيع المواد الغذائية والخضار والفاكهة مع المواد الأخرى تحتاج إلى - ٤٠٠٠٠ – قدم مربع؛ كما أن محلات الدولار تحتاج إلى بضعة عمال لإدارتها بينما المحلات الأخرى تحتاج إلى عدد كبير من العمال يوميا لتحضير الخضار والفاكهة والمأكولات الطازجة بالإضافة إلى غرف التبريد والثلاجات لحفظها؛ كما ثبت أن المحلات الكبيرة تنخفض أرقام مبيعاتها فور افتتاح دولار ستور في جوارها وتخسر كافة المبيعات باستثناء الخضار والفواكه التي لا تتعامل بها محلات الدولار والتي لا تباع إلا طازجة وهي عرضة للتلف وبذلك تخسر بيع المواد الأخرى التي تؤمًن ربحا مضمونا .
نتيجة ضغوط منظمات الحفاظ على الصحة العامة للحد من انتشار محلات الدولار باشرت إدارات شركات الدولار بالوعود ببيع الخضار والفاكهة والمأكولات الطازجة في محلاتها .
إن الأسواق التجارية الكندية شبيهة بأسواق الولايات المتحدة وأكثر الشركات العاملة في كندا تًعتبر فروعا للشركات الأميركية ؛ وتربط البلدين معاهدات تجارية تُخضع الأسواق لشروط موحدة وتعاني أسواقنا من ذات الصعوبات وهذا ما نشاهد في إغلاق أبواب محلات كبيرة وشركات تملك مئات المتاجر الكبيرة – سوبر ماركت – وخسارة العمل لآلاف العمال والموظفين.