بقلم: كنده الجيوش
عندما كنّا أطفالا صغار نلعب في الشارع في مدينتي الصغيرة الحسكة في شمال شرق سوريا غالبا ما كنّا نلاحظ مرور رجل دين مسيحي او قسيس بثيابه المميزة وهالته المهيبة بالقرب منا. وكان لدينا تقليد وهو انه اول ما نقوم به لسعادتنا وإحساسنا بأهمية الشخص بآن واحد – مسيحيين ومسلمين – هو ان نترك اللعب ونركض نحوه. ونطلب تقبيل يده. وهو بدوره ينظر بعين الأب إلينا – جميعا- بحنية ومحبة كبيرة ويربت على رؤوسنا بالمباركة. كم كنّا سعيدين بهذا الإنجاز حينها للاحترام والمحبة الواصلة.
لا اعرف اصل هذا التقليد بالنسبة لنا ولكننا كأطفال كنّا نحبه وننظر اليه بإجلال كرجل دين يؤمن بالله…و بالمحبة..وبالخير … بغض النظر عن دينه او طائفته.. او او او … وهكذا تربينا..
وطبعا هذه القاعدة لها استثناءات من رجال دين من مختلف الاديان ولا يبثون المحبة.. ويبقون قلة وتبقى المحبة هي السائدة.
وكم نحتاج هذه الأيام للتبريكات والمحبة من الجميع وليس فقط من رجال الدين على مختلف أديانهم. وهنا ياتي وقت عيد ميلاد السيد المسيح خلال الأسابيع المقبلة للطوائف الشرقية والغربية في وقت عصيب يمر على الانسانية جمعاء بمختلف الأديان مع مرض الكورونا ووقت نأمل به بعلاج للجميع.
ولكن هذه الفترة تتطلب ان نبقي مسافة أمان للحفاظ على مستويات متدنية من العدوى.. ويتطلب منا ان نساعد الاعمال الصغيرة وندعمها للاستمرار في ظل الوضع الاقتصادي الصعب على الجميع.
هذا العام كان ولايزال صعب علينا جميعا. وفقدنا وفقدت بلداننا الكثير من الأشخاص المميزين والعمالقة أيضا في مجالاتهم الاقتصادية والسياسية والإنسانية وكان لهم نصيبهم من الرثاء. ولكن أيضا خسرنا أطباء كثيرين يعملون للخير ويعالجون المرضى بدون اجور.. وأشخاص مميزين جدا ولكنهم ليسوا بالمشهورين اما بسبب العدوى او بسبب الضغوطات التي تعرضوا لها من مرض كورونا وحروب وغيرها.
ونسمع اليوم – والكثير من الحالات في سوريا- نسمع مثلا عن شبان او شابات في أوج عطائهم يصابون بسكتة قلبية او دماغية قاتلة او شبه قاتلة من شدة وطأة الظروف والضغوطات الحياتية وأثار الحرب المدمرة. هؤولاء غالبا هم أناس أنقياء ودقيقي النفوس ولم يتحملوا هول ما يعيشون. انه الضغط الروحي المدمر.
الرحمة لهم جميعا والسلامة السلامة للأحياء.
حقيقة عام ٢٠٢٠ كان عصيبا علينا جميعا ولكن دعونا نتمنى ان يجلب العام المقبل اياما أفضل!
ندعو هذه الأيام ان تقدم ما فيه الخير والسلام للجميع في العالم أجمع