بقلم: خالد بكداش
استقبلت القارة الأوروبية خلال السنوات الأربع الأخيرة العديد من السوريين الهاربين من ويلات الحرب و ويلات الدمار الذي حل على سوريا و شعبها .. و أمنت الحكومات الأوروبية لهؤلاء المهاجرين الإقامة الآمنة و العيش الكريم دون أن تفرق بين مسيحي أو مسلم أو أي طائفة أو عقيدة.
قامت الحكومات الأوروبية مشكورة بتسهيل إقامة اللاجئين السوريين و وضعهم في سلم الأولوية للحصول على المساعدات و الخدمات الاجتماعية .
و لكن ليس كل ما يلمع ذهباً .. فأمام دعم الحكومات و الإدارات الأوروبية لمشروع توطين اللاجئين السوريين و غيرهم من الجنسيات الأخرى قامت بعض الشركات الخاصة و بعض منظمات المجتمع المدني باستغلال وجود السوريين في الأراضي الأوروبية و استغلال عدم تمكن الكثير منهم من التحدث بلغة الدولة التي لجئوا إليها و هنا سنتحدث عن مثال مباشر في دولة هولندا … فقد قامت الحكومة الهولندية بتأمين معيشة اللاجئين السوريين عبر برنامج توطين مميز يمنح اللاجئين حق الحصول على الإقامة الشرعية خلال مدة أقصاها أربع شهور و بعد حصول اللاجئين على الإقامة الشرعية يدخلون ببرنامج الحصول على السكن الاجتماعي و يتقاضون مساعدة اجتماعية شهرية تقدمها لهم الحكومة الهولندية لتسهيل معيشتهم و حياتهم الأسرية .
و أيضا تقدم الحكومة الهولندية مبلغ قدره 10 ألاف يورو لكل لاجئ ليتمكن من تعلم اللغة الهولندية من خلال مدارس معتمدة .
أمام كل هذا الدعم الذي تقدمه الحكومة الهولندية هناك بعض الشركات الخاصة و بعض منظمات المجتمع المدني قامت باستغلال هذا الدعم لتستنزف اللاجئين و لتحقق أعلى عائد للربح من خلالهم معتمدة بذلك على عدم إلمامهم بالقوانين و الأنظمة و حتى عدم معرفتهم بالتحدث و فهم اللغة الهولندية .. بعض هذه الشركات هي شركات التأمين و أطباء الأسنان و بعض المستشفيات و شركات الكهرباء أيضاً .. و من المنظمات التي تستغل اللاجئين أيضاً هي بعض المنظمات التي تعمل في برنامج دعم اللاجئين و تشغيلهم و للأسف الشديد يمكننا القول أن بعض القائمين على هذه المنظمات هم من الجنسيات العربية الذين كانوا في ما سبق لاجئين أيضاً و لكن و مع مرور الزمن حصلوا على الجنسية الهولندية و باتوا يعتبرون أنفسهم أفضل من اللاجئين الحاليين.
لو أننا بحثنا عن أكثر الناس عنصرية في أوروبا لوجدناها بين هؤلاء المجنسين العرب و الذين يحاولون بشتى الوسائل استغلال اللاجئين الجدد و سرقة أموالهم التي تمنحهم إياها الدولة للمعيشة.
سنعمل سوياً على فضح كل هؤلاء المتاجرين بلقمة عيش اللاجئين و من كافة الجنسيات و أمام كافة الظروف و الحالات .. و سنكون دائماً الوسيلة التي تنقل صوت الإنسان البسيط الذي ليس له دعم أو قوى تقف وراءه و سنقف بوجه أي كيان لدعم حرية الإنسان و دعم حقه في عيش حياة كريمة دون استغلال من أي نوع.
كونوا معنا و راسلونا على بريد الجريدة الرسمي ..
معكم نحن أقوى .