بقلم: سليم خليل
أنا مثلك في البدء كنت ؛ لماذا أكون أنا الضحية
هذه الكلمات صدرت عن شاعرة سعودية في إحدى كتبها الصادرة عن دار نشر خارج المملكة السعودية ؛ وطبعا الكلمات موجهة إلى أبناء آدم هناك وفي الكثير من البلدان حيث المرأة أو الفتاة ما تزال في درجة أدنى في الحقوق المدنية من مستوى أبناء آدم ؛ كما إنها عرضة لكافة أنواع التهديد والإهانة والحرمان حتى القتل إذا اعترضت على التقاليد المتعامل بها أو إذا خرجت عن إرادة ذويها أو عاشرت من لا ترضى عنه العائلة الصغيرة والكبيرة .
إنه صراع قديم جديد في بلادنا؛ حتى في الجمهوريات العربية التي دمرتها عواصف الربيع الخريفي الغريبة حيث تتمتع المرأة بحماية القانون المدني؛ ما تزال المرأة في المناطق الريفية النائية والبعيدة عن المدن الرئيسية خاضعة لتقاليد المجتمع ومهددة بالعنف والقتل إذا خرجت عن طاعة ذويها وتقاليد محيطها .
أثير هذا الموضوع مؤخرا في مقاطعة كيبيك وتحدثت الصحف عن حالة في مدينة جرانبي قرب مونتريال عن فتيات من عائلة لاجئين سوريين تعرضن للتهديد بالقتل وتحدثت عنها في صفحتها الإليكترونية السيدة مريم صباغ مرشحة حزب الشعب الكندي الجديد والذي ما يزال في مطلع تأسيسه ونشاطه في السياسة الكندية.
بدأت هذه الضجة الإعلامية بمقال وعنوان رئيسي – جريمة شرف في جرانبي – للصحفي باسكال فوشي وتعليقا على هذا الخبر الصحفي عالجت هذا الموضوع السيدة مريم صباغ على صفحتها الإليكترونية حول تهديد بالقتل لفتيات من عائلة لاجئين من أصل سوري تقطن جرانبي .
في حديث مع إحدى الصحف أكدت السيدة صباغ أن ما نشرته على صفحتها هو رأيها الشخصي ولا علاقة لكلماتها مع سياسة حزب الشعب الكندي.
تقول السيدة صباغ إن أبناء الجالية الإسلامية في أميركا الشمالية لا يؤمنون في جريمة الشرف لأنهم بعيدون عن عائلاتهم ومجتمعهم السابق والكبير والذي يشعرون تجاهه بضرورة الحفاظ على شرفهم . هذه المشكلة يمكن أن تتفاقم عندما يتكاثرون ويتجمعون هنا في بعض المدن؛ في حالة كهذه يُمكن في إقامتهم الجديدة حيث يتجمعون بكثرة أن يتمسكوا ويحافظوا على عاداتهم وتقاليدهم السابقة مسايرة لمحيطهم.
لذلك يستحسن نقلهم وتوزيعهم في المجتمع الكندي لينصهروا ويتعايشوا مع العادات والحياة الكندية.
تقول السيدة صباغ إن على الحكومة الكندية تقليل عدد اللاجئين وتوزيعهم لينصهروا في المجتمع الكندي؛ كما إنه يجب قبل نقلهم إلى كندا إعلامهم مسبقا بأن عليهم أن يتعايشوا مع العادات الكندية وانه عليهم أن لا يفرضوا عاداتهم وتقاليدهم على الشعب الكندي.
هنا في كندا تعتبر جريمة الشرف جريمة قتل متعمًد يحاكم عليها الجاني وعليهم أن يعلموا أن الفتاة يحق لها أن تعاشر وأن يكون لها صديق؛ كما أنه على الأهل أن يفكروا بمستقبلهم قبل وبعد الجريمة.
تقترح السيدة مريم صباغ ترحيل أهل الفتاة المهددة بالقتل إلى سوريا أو بلدهم الأصلي وأن تنقل الفتاة إلى مقاطعة أخرى وتغير اسمها وتبقى في كندا لسلامتها ، وأن تخلع الحجاب الذي أجبرها أهلها على استعماله لتغطية وجهها .
بعد دقائق من اللقاء الصحفي أكدت السيدة صباغ أنها ألغت ما كتبت على صفحتها بناء على رغبة زوجها .
تعتقد السيدة مريم صباغ أن السيد جوستان ترودو رئيس الوزراء الكندي يعامل الجالية الإسلامية معاملة خاصة وأنه عليه أن يعامل الشعب الكندي بكامله معاملة واحدة.
أكد الناطق باسم حزب الشعب الكندي أن تصريحات السيدة صباغ لا علاقة لها بسياسة الحزب التي لا تتعاطى مع القضايا المعالجة من السيدة صباغ.
إن موضوع مساواة الرجل بالمرأة قضية عالمية ؛ حتى في الدول المتقدمة الحضارية تكافح المرأة لتحصل على المساواة مع الرجل في الأجور والمسؤولية والمراكز .
أما في جمهورياتنا المحكوم عليها بقلة الاستقرار والتقسيم والحروب الأهلية والخلافات الإقليمية، فالحكومات، بالرغم من الاجتهاد في تحقيق القوانين المدنية ، مشغولة في الأولويات مثل الأمن والنظام والتعليم والدفاع وتأمين العيش التي صعب تحقيقها مع عدم الاستقرار ؛ وهذا يوصل إلى عجز دائم وتذمر من المواطنين وبذلك تصبح الحقوق المدنية في آخر المسئوليات، وعلينا أن لا ننسى التكاثر الهائل الذي يزيد من الفقر والتذمر وضيق الأفق وعجز الحكومات في تأمين الخدمات الضرورية والملحة لعامة الشعب .