بقلم: رفاه السعد
اربعة اشهر مرت على الانتخابات العراقية ولا تزال الاطراف السياسية لم تتمكن من تشكيل الحكومة.
اجتماعات ولقاءات متواصلة بين الكتل الفائزة لكن دون جدوى فتقسيم الكيكة لم يكن بالمستوى المطلوب لدى البعض..ما جعل الكتل والأحزاب تتنازع فيما بينها على الكراسي ولم تتوصل الى اتفاق مُرضي.
هذا الى جانب التدخل الايراني والأميركي المساند لمعسكر على حساب الاخر..ما زاد الانقسام الشيعي الشيعي بسبب التدخل الايراني في تشكيل الحكومة ودعم بعض الشخصيات بالإضافة إلى مايحدث في العراق من ثورة جنوبية ضد التدخل الايراني ايضا.
الاوضاع متدهورة والخبراء يحذرون من قادم اسوأ في ظل فراغ حكومي واحتجاجات تملئ شوارع المحافظات الجنوبية طلبا للخدمات الأساسية.. وقد ازدادت حدة هذه الاعتصامات بعد تسمم المئات في البصرة بسبب ملوحة المياه وردائتها فخرج الاهالي الى شوارع المدينة احتجاجا على التقصير الحكومي بحقهم ومطالبين بحقوقهم الانسانية كما طالب ناشطون بإعلان البصرة مدينة منكوبة
التظاهرات مستمرة في المحافظات الجنوبية وقد احرق المحتجون عدد من المقار والمكاتب لأحزاب وكتل موالية لإيران منددين بالتدخل السياسي لطهران في شؤون العراق الداخلية كما رفعت شعارات تطالب ايران بالخروج نهائيا من العراق ليس هذا فقط بل وتم حرق القنصلية الايرانية في البصرة.
في هذه الاثناء اختلف السياسيون الشيعة فيما بينهم حول شعارات المتظاهرين.. فالموالين للجارة ايران رفضوا هذه الشعارات ووصفوا المتظاهرين «بالشذوذ» جاء هذا الوصف على لسان وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري فيما وصفهم اخرون بالمندسين او البعثيين.
وأصبح كل من يطالب بحقه يُنعت بالبعثي او الداعشي او المندس
وفي محاولة لاحتواء الازمة طالب رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بعقد جلسة للبرلمان لاختيار رئيس لها هذا الحديث كان قبل نحو اسبوعين من الان وأيضا لم يتم حسم اختيار الرئيس بسبب الخلافات السياسية بين الكتل بل وبحسب ماصرح به احد السياسيين لأحد القنوات المحلية ان كرسي رئيس البرلمان وصل سعره ثلاثين مليون دولار
لم ينته مسلسل تشكيل الحكومة العراقية بعد فالتسقيط السياسي بين الاحزاب والكتل مستمر وأخرها ماحدث في الجلسة الاستثنائية للبرلمان التي دعا اليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لمناقشة وضع حلول لازمة البصرة وحضرها رئيس الوزراء حيدر العبادي وفي هذه الجلسة التي وصفها خبراء بأنها كانت مخصصة لحرق اوراق العبادي وحرمانه من الولاية الثانية التي يدعمها الاميركيون
وكأنه الجلسة خصصت لإلقاء اللوم على شخص العبادي فقط في ازمة البصرة وتم تبادل الاتهامات بين المسؤولين والوزراء فيما حمل محافظ البصرة اسعد العيداني العبادي كامل المسؤولية لما تعيشه البصرة من مأساة إنسانية وصحية وخدمية. بالمقابل حمل العبادي حكومة البصرة المحلية المسؤولية كاملة باعتبارها هي المسؤولة عن توفير الخدمات خاصة وانه ذكر ان المحافظات تستلم ايراداتها!!
لم تنتهي الاحداث الى هنا فالخلاف الشيعي الشيعي مستمر فبعد انباء تم تداولها حول ترشيح فالح الفياض مستشار الامن الوطني ورئيس الحشد الشعبي لرئاسة الوزراء
اعلن العبادي قبل نحو اسبوع اقالة الفياض من كافة مناصبه..قال محللون انها بسبب ترشح الفياض لمنصب رئاسة الوزراء فيما عزا اخرون الامر الى انه جاء بطلب من واشنطن التي طالما دعت العبادي الى حل الحشد الشعبي ومنعه من التدخل في السياسة ولم يكتف العبادي بالإقالة بل تم تحويل عدد من ملفات الفساد التابعة للأمن الوطني الى القضاء تم كشفها مؤخرا.
التسقيط بين الاطراف السياسية مستمر فيما المواطن يعيش ازمة انسانية لا توصف في بلد يعم فيه الخير وتكثر فيه الثروات وتحت ارضه البترول وحتى اللحظة لم يتم الاتفاق على تشكيل الحكومة التي من المقرر ان تشكلها كتلة سائرون التابعة للصدر الذي عبر عن اليأس في تغريدة على تويتر قائلا ان بعض السياسيين يرفضون فكرة ترشيح المستقل والتكنوقراط وعلى ما يبدو انه سيسلك طريق المعارضة.