بقلم: سونيا الحداد
الأمة العربية، لجنة الدول العربية، البرلمان العربي، الربيع العربي، منظمات المرأة العربية، العرب، يعرب، معروب به، معروب منه والعروبة والعرّوبة… إلخ إلخ إلخ، مهزلة القرن في مهرجان القرون. آه اعذروني، فانا امرأة وعلي المرأة أن تحمي أنوثتها ولا تستعمل هذه اللغة، بل تتركها الى فحول العرب أهل النشامة والكرامة، وكل هاتك عرض يتستّر بالعروبة والجبة والعباءة!
عن أية عروبة نتحدث؟ يا لها من أكذوبة، من مقلب، من مطبّ وقعنا جميعًا في قعره وما زال البعض يصفق لها كالأهبل ويتشدّق بها. عروبة عشائر تأسست على الكراهية والتعصب والحقد، على العمالة والغزو وتقسيم الغنائم. عروبة مسوخ تفرح ان تكون ذَنَبا كونها لا تملك رأسًا تتوّجه باي تاج ولا صدرا شريفا تعلق عليه اي نيشان،! عروبة بدو تآمرت على بلداننا مهد الحضارات وعاثت فيها الفساد والتخلف. أحرقتها، دمرتها، هجرت شعوبها ودفنت ما تبقى منهم أحياء… أين كان لبنان اليوم لولا لعنة العروبة هذه التي غزته وقطعت أوصاله. باعته في سوق النخاسة إلى مرتزقتها يغتصبونه يتمتعون به كما يحلوا لهم، عروبة حجبت النور عن سمانا وأحرقت أرضنا في خدمة الباب العالي. عروبة عرفت طعم الحرية فاستبدت وبطشت وباسم الدين انتهكت جميع الأديان والأعراض والقوانين، مؤمنة بأن أموالها ستغطّي رائحتها، وان أقنعتها متينة لا تسقط وأن خناجرها التي طعنتنا بها لا تبكي!
لا نحن لبنانيون ولسنا عربا، هناك فرق كبير ولن نكون منكم. حضارتنا أصيلة وليست دخيلة، نسيجنا مختلف وكذلك ثوبنا المبهبط عليكم. لن نقبل بالتوطين، لن نتخلى عن ارضنا ولن نلبس ثوب عاركم… نعرف ايتها العروبة المومس انك لن تتوقفي عن ذبحنا قبل ان نشهد لك ونحن سجودا، بالولاء والطاعة أو ساعة يأتي أجلك ويرتاح الكون من أثرك! الى ذلك اليوم سنعمل على ان تبقى جوامعنا تؤذن وأجراسنا تقرع لتلمّ شمل عائلتنا اللبنانية التي قطعتي أوصالها، بجميع أطيافها تحت لواء الوطن والأرز، سيضوع البخور في ودياننا وجبالنا من جديد يطهّر لبناننا من نجسكم مذكّرا اياكم بمهازلكم وتاريخ أرضنا المقدسة! … جنون العظمة أنساكم لون اللعنة وهي قادمة لا محال!