شعــر:
د. محمد توفيق صادق
وجهُكِ الشرقُ هديلٌ وحمامْ
ناهدُ الضوءِ موشى بالغمام
تُدهشينَ الكون أنّى تظهري
مريمَ الطُّهرِ وعذراء الأنام
شاءكِ الرحمن نجوى أمةٍ
تلدُ النور الذي شقَّ الظلام
ووضعتِ الطفلَ مجداً من علٍ
حاملاً في الأرض أغصانَ السلام
وهفا كل شريدٍ واهتدى
ودنا كل طريدٍ وأقام
هللي يا أمَّنا وابتسمي
شعشعَ المنثور واخضلَّ الخَزام
قمر القدسِ تناءى راهباً
وتآخى المهد والبيت الحرام
*****
نحن يا عذراء ضيعنا الهوى
غرباء الدار أضنانا الغرام
يبسَ النخل وشخَّتْ غيمةٌ
وتلّظى الرمل واشتدِّ الضِرام
يهوذا لا يرتوي من دمنا
هدم الهيكل والأقصى حُطام
وأتى المنبرَ لا يردعهُ
هالةُ النور وقدسيُّ المقام
أنقذينا وافتدينا وارحمي
مُهجاً حرَّى وأجساداً تُضام
*****
نحنُ يا أمُّ على عهدِ الفدى
نشرب الدمعَ كؤوساً من مُدام
كم تظلَّلنا بعينيكِ هدىً
وحفرنا سيرةَ الفادي وسام
حملَ الآلامَ عن كاهلنا
وبنى في الناسٍ : ودًّا ووئام
ليس للحقدِ طريقاً عندهُ
لا ولا في الصدر ِغلٌّ وانتقام
أمنا العذراء والقدس لنا
خَلّصينا .. مزقي ثوب اللئام