بقلم: بهيج وردة
لطالما رغبت أن يكون المولود الأول في عائلتي بنتاً. كنت أتوقع أن هذا الموضوع مبني على ردة فعل، مفاده تقليد متوارث على أساسه يفترض أن يقوم الابن البكر بتسمية مولوده الذكر البكر على اسم والده، وبالتالي يحمل الولد اسم جده. من حيث المبدأ كنت رافضاً للموضوع، رغبة مني في كسر تقليد مجتمعي أولاً، وثانياً لأن اسمي يطابق اسم جدي في الاسم واسم الأب، وبالتالي على ولدي أن يحمل اسم أبي واسم جد أبي، أي يصبح ابني ابراهيم الثالث –في حال المولود الذكر، وفي رأيي لا داع لهذا التقليد.
وأنا أفكر في الموضوع أسأل نفسي، كيف أمارس التوريث، وأخضع لإملاءات المجتمع، واسمي ابني على اسم أبي!!.
عندما ولدت أنا كان والدي ينوي أن يسميني آرام، وهو اسم أخي الأصغر الذي ولد بعدي بأربع سنوات، إلا أن جدي حزن لهذا القرار، وكاد يقاطع والدي على هذه «الثورية» التاريخية ورغبة الابن القادم من أوروبا بأفكار «التحرر» أن يكسر ما يقدر عليه.
لكن كل ما سبق لا يعني أني عانيت أزمة مع اسمي، لقد أحببته وأشعر بامتياز الاسم الذي أعطاني من صفاته الكثير، إلا أني عوضت هذا في الفضاء الافتراضي وجعلت اسمي «آرام» وأضفت عليه «شام» إمعاناً في الحسرة. وفي هذا تناقض كبير، رغم اسمي الموسيقي «بهيج وردة» والذي يراه الكثير من زملاء المهنة اسماً يليق بصحفي –لا أدري على أي أساس مبني هذا النغم الموسيقي، ربما هو وقعه الموسيقي في الأذن!!
قصة اسم المولود القادم لم تناقش إلا مرة واحدة مع الوالد على «سكايب»، نظراً للبعد الجغرافي بين الإمارات حيث كنا نقيم، وسورية حيث يقيم.
مرة واحدة فقط مرّ ذكر الاسم قبل أن نعرف جنس المولود، وأخبرته أني لن أسمي ابني ابراهيم، وبارك الموضوع. لكننا لم نقع على خيار بديل أنا وزوجتي حين كنا نتحدث عن اسم المولود، وكان لدينا ما يشبه اليقين أن المولود أنثى، لتحقق النبوءة/ القصيدة، والواقع أن نادين أخبرتني منذ التقينا أنها تنوي تسمية البنت التي ستنجبها مني «جنى»، وهذا كان في العام 2006 أي قبل أعوام من كتابتها القصيدة أيضا. «سأنجب وردة/ وأسميها جنى الحقل/ وسيأتي المخاض في لحظة شتاصيفية/ فإله على الأرض/ لا بد سيصنع العجائب/ لأنه …/ كما في السماء كذلك على الأرض».