بقلم: هيثم السباعي
هذه مقالة من إثنتين تشرح باختصار موجزاً عن أداء الرئيس الأميريكي دونالد ترامپ منذ توليه السلطة في بداية عام ٢٠١٧ حتى اليوم.
من المعروف بأنه من رجال الأعمال الأثرياء في الولايات المتحدة الأميريكيه. تقدرثروته بعشرات المليارات من الدولارات وعلى علاقة وثيقة ببقية أثرياء البلاد. من أهم قراراته التي أخذها قبل وقت ليس بالقصير،
قرار الإصلاح الضريبي الذي خفض بموجبه الضرائب عن الأثرياء والشركات العملاقة بمقدار ١٦% أضيفت طبعا إلى هامش أرباحهم على حساب الميزانية العامة للبلاد،علماً بأن القرار لم يخدم الفقراء أو متوسطي الدخل، كما قد يعتقد البعض.
من الغريب بقاءه في السلطه حتى اليوم، لأنه لم يمض على دخوله البيت الأبيض وقتا طويلا، في العام الماضي حتى بدأ الحديث عن عزله بسبب عدم الأهلية للحكم، حتى أن البعض اتهمه بمداركه العقليه واقترح عرضه على مجموعة من الأطباء النفسيين. في الحقيقة، هو على ما يظهر يدير البلاد بعقلية رجال الأعمال بقرارات جل تكيزها على المال ومادونه يعتبر ثانوياً بالنسبة له. نعلم أيصاً لم يمارس السياسة من قبل، جاء إلى السلطة أصلاً بالتزوير وبمساعدة ١٢ من قراصنة الشبكة العنكبوتية (هاكرز) الذين يعملون في إدارة الإستخبارات الفيديرالية الروسية دخلوا حسابات الحزب الديموقراطي وحساب منافسته بإنتخابات ٢٠١٦ هيلاري كلينتون . هذه حقائق توصل إليها بأدلة قاطعة روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية الأسبق والمحقق الخاص بموضوع التدخل الروسي.
منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، كان همه الأول نسف كل إنجازات الرئيس الذي سبقه بالكذب تارة والمبالغة بالتصريحات من جهة أخرى. وقد أحصى المراقبون من علماء الإجتماع والنفس بأنه يكذب أو يبالغ بتصريحاته بمعدل وسطي ثلاث مرات في اليوم الواحد منذ توليه السلطه.
زير نساء سابق، مغرم بنجمات الأفلام الإباحية وموديلات المجلات الجنسية. لم يصمتن رغم محاولة إسكاتهن باستخدام أمواله. ولايلبث يخرج من فضيحة حتى يغرق بأخرى، كانت أبرزها نجمة هوليوود ستورمي دانييلز. آخرها فضحه بها محاميه الشخصي مايكل كوهن، عندما نشر قبل يومين تسجيلاً صوتياً له يدفع لنجمة مجلة (بلاي بوي) كارن ماك دوغال مبلغاً من المال لإسكاتها.
لا يلتزم بالبروتوكولات الديبلوماسية. عندما زار لندن التي لم تستقبل رئيساً أميريكياً قبله كما استقبلته بمظاهرات استمرت أربعة أيام، هي مدة زيارته لبريطانيا. لم تقتصر مظاهرات الإحتجاج على لندن العاصمة ولكنها عمت جميع المدن البريطانية. ارتكب لدى مقابلته الملكة إليزابيث الثانية ثلاث مخالفات أولاها عدم انحنائه للملكة، حسب التقاليد البروتوكولية الملكية عندما قابلها وثانيها أنه تقدمها عندما سارا باتجاه صالة الإستقبال وهذا غير لائق ليس مع ملكة بل مع أي رئيس مضيف. أما ثالثها فلم يسبقه إليها أحد، عندما صرح أن الملكة قالت له، أثناء اجتماعه الخاص بها أن موضوع خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروپي (بريكزيت) معقد. كان انتقاده لرئيسة الوزراء البريطانية ‘تيريزا ماي’ لطريقة معالجتها بريكزيت جارحة جداً، لطفلها بإلقاء اللوم على صحيفة “ذَا صن” التي اصطادت بالماء العكر وهاجم الصحافة بشدة باعتبارها كاذبة، علما بأنها أحصت عشر كذبات وتصريحات مبالغ فيها أثناء مؤتمرة الصحفي الذي عقده مع رئيسة الوزراء في سكنها الصيفي. اللافت رفض الأميران ولي العهد تشارلز وإبنه وليام مقابلته لعدة أسباب لم يكشف النقاب عنها ولكن أهمها الخلاف على سياساته المتعلقة بالبيئة والإحتباس الحراري.
قبل انتقاده بريكزيت كان بزيارة لبروكسل لحضور إجتماعات حلف الناتو وهناك فعل الأهوال التي لم يسبقه إليها أحد. بدأت باتهام حلفائه باستغلال الولايات المتحده للدفاع عنهم وطالبهم بزيادة ميزانيات دفاعهم إلى ٢٪ من إجمالي الناتج القومي الكلي لكل بلد. رفض إعفاء حلفائه من التعرفة الجمركية التي فرضها سابقاً على الفولاذ والألومنيوم المستورد بنسبة ٢٥٪ و ١٠٪ على التوالي، وهدد بفرض ضريبة على السيارات إذا اتخذوا إجراءات مضادة ولكن كندا الوحيدة التي تحدته وردت بتخفيض ميزانيتها الدفاعية.
نستكمل في العدد القادم أهم نتائج إجتماعات الناتو لننتقل بعدها للحديث عن إجتماعات قمة هيلسينكي مع الئيس الروسي ڤلاديمير پوتين. حتى ذلك الوقت أتمنى للجميع أوقاتاً سعيده مباركة.