بقلم: مجدي بكري
تقابلنى خلال رحلة الذهاب والعودة من العمل العديد من المشاهد الطريفة أردت أن أرصد بعضها فى مقالى هذا الأسبوع..
(1) رعاع
بالقرب من محطة المترو نزل النجم الشاب متأنقا متأففا من سيارته مزهوا بنفسه وفوجيء بعدد كبير من الناس يهرولون تجاهه.. انتشى واستعد لأداء الدور المحبب إليه وهو فى حالة غرور واحساس عالى بالذات، لكنه فوجئ بهم يتجاوزونه ليتراصوا فى طابور طويل أمام سيارة تبيع سلع مخفضة كانت تقف خلفه.. نظر إليهم مشمئزا وقال فى نفسه: شوية رعاع.. مش عارفين قيمتي.. همهم على بطنهم!!
(2) العفية
سيدة فى الخمسينيات من عمرها تقريبا كانت تقف على رصيف المترو وبجوارها «طشت» كبير فيه فطير مشلتت و«حلة» كبيرة بها مش وجبنة قديمة وحلة أخرى فيها زبدة وإناء كبير لا أدرى ماذا فيه .. كانت تقف بشموخ واصرار بجوار بضاعتها التى من المؤكد انها جاءت بها من قرية ريفية بعيدة واستقلت أكثر من مواصلة حتى تأتى لتستقل هذا المترو الذى سيذهب بها الى ميدان رمسيس لتبيعها هناك . وما ان اقترب المترو حتى اشارت لى ولأحد الشباب شيلونى والنبى يا ولاد.. وبصعوبة رفعنا أحمالها الثقلة على كتفيها ورأسها وما زال الإصرار والابتسامة والرضا يكسون ملامحها الطيبة والأصيلة .. قلت لها مشجعا .. ربنا يعينك يا حاجة .. قالت بود وسعادة: ربنا يكرمك ويسعدك يا ابنى… (هذه الدعوة تساوى عندى الكثير).
(3) لامبالاة
عندما توقف المترو فى محطة جامعة القاهرة اندفع العديد من الطلبة والطالبات معظهم يرتدى بنطلونات جينز مقطعة تظهر أرجلهم، ويحادثون بعضهم البعض فى وقت واحد، يصاحب ذلك ضحكات عالية وصاخبة وكأنهم فى جزيرة منعزلة تماما عن الواقع المحيط بهم ولايرون إلا أنفسهم، وقد وضع كل منهم سماعات الموبايل فى إذنيه لكن هذا لم يمنعهم من التحاور.. وبكل بساطة جلست فتاتين منهم على الارض متابعتان حديثهما مع زملائهما الشباب.. وعندما خلا أحد المقاعد سارع احد الشباب بالجلوع عليه غير ملتفت لرجل عجور ارتسمت على وجهه علامات الزمن يقف بصعوبة متكئا على باب المترو المغلق نظر اليه بأسى رحل عجوز، وقال بصوت خافت وكأنه يحادث نفسه: ودا إيه ده يا ناس.. عليه العوض!.
(4) عروض
بمجرد أن استقل المترو تتوالى العروض من الباعة والمتسولين .. وكل منهم يبدع فى عرض بضاعته أو وسيلته فى التأثير على الركاب .. لعل أشهرهم هذا الذى يبيع الأحزمة الجلدية ويتبارى فى وصف محاسنها وأنه يبيعها بنصف الثمن لأنه لا يدفع إيجار محل أو كهرباء أو مياه .. ويقوم بإشعال الولاعة فى الحزام ليثبت انه جلد طبيعى وليس صناعى ثم يقوم بلف الحزام ويعلقه فى ماسورة المترو ويمسك به ليرتفع عن الأرض ليثبت مدى قوته وتحمله .. ليأتى بعده مباشرة بائع الشيكولاته الذى يبيع خمس قطع بسعر واحدة فقط .. ثم متسولة تحمل عدة أطفال مدعية ان والدهم طلقها وتركها بدون أى إعانة .. ثم أخرى تدعى انها مريضة بأمراض مزمنة وتسرف فى وصف حالتها .. ثم بائع مناديل عجوز يكتفى بالدعاية لمناديله .. ثم طفلة صغيرة تقوم بتوزيع ورق على الجالسين تقول فيه انها يتيمة ولا عائل لها وانها لا تتكلم .. وهكذا تتوالى العروض حتى الوصول الى محطة النزول.. قارنت في نفسي بين السيدة العفية التى تأكل بعرق جبيتها وتشقى في سبيل ذلك وبين هؤلاء المتنطعين ..
(5) بوابة الخروج
عند بوابة الخروج من المترو ترى العديد من المشاهد لرجل ريفى يحاول العبور بدون تذكرة لأنها نسيها عند دخوله فى الماكينة .. ويحاول الموظفين أن يفهموه انه بهذا الشكل يجب أن توقع عليه غرامة لتهربه لكنه يؤكد انه دفع التذكرة ولن يدفع مرة أخرى .. وشاب يحاول المرور خلف شاب آخر ولكنهم يضبطوه بعد مروره ويأخذونه بعد مشاجرة كبيرة الى غرفة الضابط فى آخر المحطة لتحرير مخالفة .. الى فتاة جميلة تؤكد لهم انها نسيت النزول قبل عدة محطات وتريد العبور للجهة الأخرى للعودة الى محطتها .. الى رجل يحمل كراتين كثيرة محاولا الدخول بها لركوب المترو لكنهم يمنعونه .. كثير من المشاهد تحدث على بوابة الخروج.