بقلم: علي أبودشيش
يحتفل الشعب المصرى فى كل عام عيد يطلق عليه “شم النسيم”ويخرجون الى المتنزهات والحدائق للاستمتاع بالطبيعة فى جو يسوده السعاده والمرح والترابط الاسرى ويأكلون بعض الاكلات المفضلة والمميزه لهذا اليوم وهو من المورث الثقافى لدينا وسمى هذا اليوم شم النسيم .
وقال المؤرخ اليونانى هيرودوت أبو التاريخ ان المصرين سبقوا شعوب العالم بالاحتفال بالاعياد ثم أخذ اليونان هذا الاحتفال.
ويرتبط هذا العيد المعروف بشم النسيم بتجدد الحياة، فلاحظ المصرى القديم ان الشمس تشرق ثم تغيب ثم تبعث من جديد والقمر يضئ ثم يظلم ثم يضئ من جديد والفيضان يفيض ثم يغيض ثم يفيض من جديد والنبات ينمو ثم يموت ثم ينمو من جديد فترسخت لديه فكره البعث بعد الموت من جديد فكانت هذه فكرة البعث والخلود فحافظ على الجسد الى ابد الابديين لتجد واستمرا الحياه فيما بعد الموت .فكانت زهره اللوتس المقدسة تؤكد على مفهوم التجدد والاستمرار وإعاده الاحياء، مثل خروج تمثال الملك من زهره اللوتس فعندما تستنشق زهره اللوتس فأنك حقا تشعر برائحة مصر فكانت كل مقبره بها الزهور والرحلات النيلية ومناظر الصيد واللقاءات الاسرية.
اصل العيد وأساس التسمية
كانت تسجل الاعياد فى مصر القديمة بالاسماء، ويسجل ايضا الاحتفالات الخاصة بها وكانت الاعياد تجمع المصريين ليدل على مدى الترابط وكان المصرى القديم عاشقا للطبيعة وللالوان فأستخدم كل شئ ليكون جميلا .
اما عن شم النسيم فليس هناك يوم ثابت للاحتفال به ولكن كان الاحتفال بأعياد الربيع.
واما عن اساس هذه التسمية فهى ترجع الى “الفراعنة” فكان المصرى القديم يقسم السنة الى ثلاث فصول وهى (أخت فصل “الفيضان” ،برت وهو فصل “الانبات”،شمو وهو فصل “الحصاد” ) ومن هذه التمسية اخذت كلمة شم وهى تعنى فصل شمو اى الحصاد وتجدد الحياة واستمرار الوجود.
واول ظهر لكلمة شمو فى مقبرة “ميروركا” فى الاسرة السادسة بسقارة ، واضيفت لها فى لغتنا العربية كلمة النسيم مثلما تضاف الكثير من المسميات المصرية مثل صان واضيف لها الحجر فأصبحت مدينه صان الحجر الاثرية وتونا واضيف لها الجبل فأصبحت تونا الجبل الاثرية وهكذا.
وتمت اضافة كلمة النسيم ليصبح اسم العيد شم النسيم فكان العيد قديما فى فصل شمو يرمز الى تجدد الطبيعة من حيث الحصاد وتفتح الزهور وعيد الخلق وبداية الزمن وكان المصرى القديم محبا للطبيعة وكان متأملا لكل ما فيها ووثق ذلك على جدران المقابر والمعابد .
وكان لدى المصرى القديم العديد من الاعياد، ومنها الاعياد الدينية والاعياد الملكية واعياد الفصول التجدد واعياد الطبيعة والاعياد الكونية وعيد الزمن وعيد الخلق والتجدد.
مظاهر الاحتفالات وتجدد الحياة ورمزية الاكلات
الانطلاق الى الارض الخضراء والارض الصفراء وعلى ضفاف نهر النيل والاستمتاع بالرقصو والموسيقى، الخروج باكرا ، ركوب النيل ،الغناء والطرب ، الاستمتاع بالطبيعة، استنشاق الزهور
البيض
بعد غروب الشمس يوم الاحد ما قبل العيد يلون البيض ويكتب علية الامنيات والدعوات ويتم تعليقة فى الاشجار ومع شروق الشمس يقمون بتكسير البيض لتحقيق الامنيات والدعوات كنوع من تجدد الحياة .
ويرمز البيض لبداية الخلق حين ظهرت اليبضة على التل الازلى وخرج من الاله ليخلق السماء والارض والهواء والرطوبة كما هو فى المعتقد المصرى القديم الاله الخالق الذى خلق نفسه بنفسه وكما يشكل العالم على شكل هيئة بيضة ،وبداية الكون وقصه خلق الكون .
والبيضة ايضا بها بعث واستمرا لوجود داخلها كتكوت صغير يخرج منها لاستمرار الحياة
السمك
وكان الاحتفال عند الفراعنة على نهر النيل على ضفاف حاعبى رب النيل وصور فى هيئة بشرية تجمع الذكر والانثى ويرمز الى القوه والخصوبة وكان يقدم السمك لذلك ارتبط السمك بهذا العيد فكان رمزا للحياة والنماء والخير ، ووجود النيل العظيم
واما عن السمك المملح او الفسيخ (رم) فكان السمك عند المصرى القديم هو اكثر شئ يتعرض للتلف فلذلك عمد المصرى القديم الى تجفيفة وتمليحة للبقاء اطول مده كافية بعيدا عن التلف للحفاظ علية ويعطى وجبة مفيدة ليس بها دهون واما عن رمزيتة فكان يذكر نفسة دائما بتجديد الحياه نظرا لتكاثر السمك بشكل كبير جدا فيذكر نفسه بالتجدد والاستمرا .
البصل
وفى الصباح الباكر يخرجون اما البيوت ويدقون البصل اما البيت لاعتقادهم بطرد الارواح الشريره وحديثا اتضح لنا ان البصل مغذى ومفيد ويزيد من نسبة الاوكسجين فى الدم فهذا تجدد واستمرار للحياة ايضا .كما كان تعليق حزم البصل دلالة على طرد الارواح الشريرة
الخص
كان رمزا للمعبود مين رب الخصوبة والتناسل الذى كان يعبد فى اخميم بسوهاج وكان يقد له كقرابين ويحتوى على ماده زيتية تساعد فى الاخصاب واثبت العلم الحديث ان للخص اهمية كبرى فى عملية الخصوبة فيوجد به فيتامين Hوبعض هرمونات التناسل .فكان الخص من الاطعمه الهامه جدا لديهم لمعرفه ما بها من فائده كبيرة .
الثوم
قتل الجراثيم وقتل اكثر من 40 ميكروب والخص والترمس يحد من زياده الاملاح فى الجسم
الحمص الأخضر
وهو ما يعرف بالملانة وقد جعلوا من نضوج هذه الثمره مؤشرا على بداية وقدم الربيع
فمن المعتقد ان بداية اعياد شم النسيم ترجع الى اكثر من 5000عام وترجع الى الدولة القديمة وكان معروفا فى مدينة اون (هليبوبليس مدينة الشمس )التى كان بها اللبنة الاولى للخلق ومذهب التاسوع وهو عيدا للبعث وخلق الكون واول ايام الزمان.