بقلم: جاك قرانطة
أحبائي
علمتنا الحياة كيف نستقبل سهام الأحزان، كما نستقبل ورود الافراح
يا غالي، يا فادي،
كنت أباً محباً ومحبوباً من الجميع، صابراً بقلب كبير على سهام الحياة .
يقال : المكتوب على الجبين لابد وأن تراه العين، وما يكنه القلب يفوه به الفم، وما يختلج بأفئدتنا هو ما يحرك فينا عواطفنا ومشاعرنا .
احبتي، هذا مقدر ومكتوب، لذا نقول : نحمدك يا رب ونشكرك .
التجربة صعبة ومرة، وهذه هي الحياة لقاء وفراق، ذهب الغالي فغابت الشمس والليل طويل
يا بياعين الصبر دلوني ، ويا بياعين الدمع اسقوني ، اسرعت بالرحيل يا ولدي، تركت حملا” ثقيلا” يا حبيبي، قطارك جاء مسرعا” يا غالي بغير أوانه، سهمك كان قاتلا”، رمحك كان حزينا”، البسمة غابت ، والشمس مالت .
نجم من السماء جاء ينادي: لا تحزنوا، لا تيأسوا، فادي مع الملائكة يصلي ويقول: اذكروني دائما” ولا تنسوني، أحببتكم وانا معكم، أولادي أمانة عندكم يا بابا، تجمعوا يا إخوتي وكونوا يدا” واحدة، كي لا تقهروا امام العواصف .
لا تبكي يا امي، لا تحزنوا أحبائي، إخوتي أخواتي، انا مع الملائكة أصلي .
يا ولدي ، أتمنى لك إقامة طيبة مع الملائكة والقديسين ومع الأحبة والغوالي اللذين غادرونا ليستقبلوك حين جائتك المنية وانت في عز شبابك .
ظهري انكسر وزندي التوى دلوني وين آلاقي الدوا
يا حبيبي لقد غمست بالفؤاد جمرة ، لا الرياح تلجمها ، ولا الثلوج تثنيها.
“يا من رحلت وقد ولهت أفئدة تهفوا اليك مع الايام للأجل”
شمعتك انطفئت قبل اوانها ونجمك اسرع قبل الملائكة لملاقاتك يا غالي
لن اقول وداعا” بل الى لقاء وقريب يا حبيبي ، يا حبيبي.
وبالختام ، أتقدم بكلمة حب وامتنان من القلب لجميع الاحباء والخلان اللذين شاركونا بهذا المصاب
وارجوا من الله ان لا يفجعكم بعزيز .
احبائي ودمتم