بقلم: هيثم السباعي
كنا ذكرنا في العدد الماضي بأننا سنتكلم اليوم عن نتائج معركتي درعا والبادية ثم ننتقل إلى تعداد الخسائر البشرية والمادية التي منيت فيها سورية خلال الحرب العبثية التي تدور على أراضيها منذ ست سنوات ونيف.
لم تتمكن قوات النظام والقوات الموالية لها حتى كتابة هذا المقال من إحراز أي تقدم على جبهة درعا، رغم الغارات الجوية الكثيفة والبراميل المتفجرة وقصفها بصواريخ أرض-أرض، متوسطة المدى من قاعدتي كرمنشاه وكردستان في غرب إيران، لذلك عمد النظام وحلفاؤه إلى وقف إطلاق النار لمدة ٤٨ ساعة قابلة للتمديد.
تدل الوقائع على الأرض بأن الأزمة لاتزال بعيدة وربما بعيدة جداً عن الحل، خاصة بعد دخول الولايات المتحده عسكرياً في الصراع بقصفها مطار الشعيرات في نيسان (أبريل) الماضي رداً على قصف النظام لمدينة خان شيخون بغاز السارين السام. كما حدث مساء الأحد الماضي أن قامت طائرة مقاتلة قاذفة من طائرات النظام من طراز سو-٢٢ بقصف قوات سورية الديموقراطية الموكل إليها طرد تنظيم داعش الإرهابي من عاصمته، مدينة الرقة والمدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ما أدى إلى تدخل القوات الجوية الأميريكيه بطائرة من طراز إف-١٨ إنطلقت من حاملة الطائرات نيميتز في الأبيض المتوسط وأسقطت الطائرة السورية المذكورة بحجة حماية حلفاءها. نتج عن ذلك قطع روسيا، الحليفة الأقوى للنظام وسائل الإتصال والتنسيق مع الولايات المتحدة وهددتها بإسقاط أي طائرة لها في السماء السورية. يعتبر هذا التصعيد بين القوى العظمى في منتهى الخطورة. للاسباب المذكورة سابقاً، سنختم اليوم سلسلة هذه المقالات بذكر الخسائر البشرية والمادية ونتحدث مستقبلاً بمقالات مستقلة عن أي تطورات جديدة ومهمة.
الإحصاءات التالية هي أرقام تم توثيقها، أي التي تمكنت منظمات العفو وحقوق الإنسان غير الحكومية منها والأخرى التابعة للأمم المتحده من تسجيلها حتى نهاية العام الماضي، ما يعني أنها ليست دقيقة بالشكل الذي نريده. الأرقام الصحيحة لن تظهر قبل أن تضع الحرب أوزارها.
١. الخسائر البشريه:
١.١. وصل عدد القتلى إلى ٣٢١,٣٥٨ ضحيه منهم ١٧٤٠٠ طفل وحوالي ١١٠٠٠ إمرأة.
٢.١. يقدر عدد الجرحى والمعاقين بمئات الآلاف.
٣.١. بلغ عدد قتلى قوات النظام والميليشيات الموالين لها ١١٤,٤٧٤ منها ٦٠,٩٠١ جندياً سورياً و ١٤٢١ عنصراً من جزب الله.
٤.١. قُتِلَ من الفصائل المعارضة للنظام والمجموعات الإسلامية وقوات سورية الديموقراطية ذات الأكثرية الكردية ١١١,٠٠٠ مسلح.
٥.١. تم من قبل بعض الفصائل المسلحة تجنيد ٨٥٠ طفلاً في عام ٢٠١٦.
٢. الخسائر المادية:
١.٢. توقعت دراسة أجراها عام ٢٠١٦ مركز الحدود الإقتصادية الأوسترالي للإستشارات ومؤسسة الرؤية الدولية الخيرية أن ترتفع الخسائر الإقتصادية للحرب إلى ١,٣ تريليون (١٣٠٠ مليار) دولار أميريكي إذا إستمرت حتى عام ٢٠٢٠.
٢.٢. بلغت الأضرار حتى اليوم بما يقارب ٣٥٠ مليار دولار.
٣.٢. تجاوزت خسائر القطاعات الإقتصادية والخدمية ١١٧٠ مليار دولار، والقطاع الإقتصادي ٢١٠ مليار دولار، حسب الباحث الإقتصادي الدكتور عمار يوسف.
٤.٢. خسائر القطاعات الأخرى، بمليارات الدولارات: القطاع السكني ٥٠٠، الصناعي ٢١٠، الزراعي ٦٨، والسياحة ١٤، الطاقة ٢٩، السياحة ١٤، المصرفي ٩، الإداري ١٠، الشؤون الإجتماعية ٧، النقد ٤٠، الهجرة ٤٠، التعليم ٢١، الصحي ٣٧، النفطي ٢٩، النقل ١١، البيئة ١٧ والخدمي حوالي ٢٨ مليار دولار.
هذا عدا عن ملايين النازحين واللاجئين والأطفال الذين حُرموا من الدراسة ووصلت معانتهم حدها الأقصى في العام الماضي وإرتفعت نسبة الفقر من ٣٦٪ قبل بداية الأحداث إلى حوالي ٩٥٪ حالياً.
٣. الحلول المقترحة:
١.٣. عقد مؤتمر وطني يجمع مثقفي الوطن يضعون فيه خريطة طريق لإسترداد القرار السوري وتشكيل لجان مختصة لإعادة إصلاح القطاعات المختلفة، ووضع دستور جديد وإجراء إنتخابات حرة.
٢.٣. إعادة النازحين والمهجرين الذين يقدر عددهم، على الأقل بحوالي ١١ مليون إلى وطنهم. لا توجد لدى الدول الغربية رغبة بالمساهمة بإعادة إعمار سورية، وتركوا هذه المهمة لدول الخليج.
٣.٣. خروج كافة الفئات الأجنبية من ميليشيات ومحتلين. لا أحد يستطيعالإنكار بأن سورية اليوم دولة محتلة من قبل روسيا وإيران.
٤.٣. جمع السلاح من أيدي أمراء الحرب وإعادة الأمن والأمان لكافة أرجاء البلاد.
مع تمنياتي للجميع بفطرٍ سعيدٍ مبارك.