شعر: السنمار محمد علي الكناوي
نامتْ عنِ العُرْبِ عينُ اللهِ مِن زمنِ القدسُ في غَيهَبٍ والداءُ في اليَمنِ
والنّاسُ في حَلبٍ يشكونَ مِن صَممٍ عمَّ الورى فقُلوبُ الخلْقِ لم تَلِنِ
إنّي رأيتُ عراقَ الأمسِ قد نُسِفتْ حتّى كأنّ عراقَ الأمسِ لم تَكُنِ
لا ترجُ مِن ربّنا ردّا إلى وسنٍ فما لنا أملٌ في مَطلبِ الوسنِ
يا وَيْلتاهُ لِعُربٍ أم لسادَتِها باعوا لأعدائِهمْ مجداً بِلا ثمنِ
لا كدّ عندَهُمُ إلّا كما خَطَبوا كلامُهمْ أجوَفٌ قد ضرّ بالأُذنِ
هل تنهضُ العُربُ إن مُسّتْ كرامتُها أم رقّ للحالِ قلبُ السادةِ الجُبُنِ
لم يُرزقوا القلبَ والعقلُ الذي لَهُمُ مُخرّبٌ كَخرابِ البيتِ والمُدنِ
ما مُسّتِ العُربُ يوما في كرامتِها بل أنشبتْ في الحشا الأقوامُ والسُّننِ
حتى جرتْ خارجَ القتلى دماؤُهمُ مِثل العقولِ الجواري خارجَ البدنِ
وما على نشرةِ الأخبارِ أرّقَني والحالُ في بلدِ الأعرابِ آلمَني
حتى إذا خضتُ شعراً في هِجائهمِ أُلقيهِ هبّتْ ملوكُ العُربِ تمنَعُني
يا عُربُ قومي ففيكِ العارُ متّقِدٌ مِن دونِنا أُممٌ لم ترضَ أن يَبنِ
والدّهرُ طالَ متى تصحو لهُ عَرَبٌ وشَيبُهُ ناصِعٌ أصفى من الكفَنِ
الفخرُ عاشَرنا، والمجدُ كانَ لنا أيّامَ كانا يُزاحمانِ في السّكنِ
واليومَ أضحى يسيرُ الدّهرُ مُرتجِياً في كَفّهِ شَرفٌ يقولُ ذا لِمَنِ
هَيهاتِ تلقاهُ في أرضٍ مُفـرقَـةٍ أنّـى لنا شرفٌ في عيشةِ الفِتنِ
قد كانَ للعُربِ عزٌّ لستُ أبصِرُهُ ونحنُ عُربٌ بِعزّ الدّينِ والوَطنِ