بقلم: الدكتور غازي الفنوش
تجتاح القارة الأوروبية هذه الأيام موجة حرّ شديدة حيث وصلت درجة الحرارة في فرنسا إلى 46 درجة مئوية تردّنا بالذاكرة إلى ما حصل في كندا صيف 2018 عندما سببت موجة الحر الشديدة وفاة 34 شخص منهم 18 وفاة بمقاطعة كيبيك وذلك بسبب ضربات الشمس والإجهاد الحراري .
يحافظ جسم الإنسان عادة على درجة حرارة ثابتة وتكون في الحالة الطبيعية بحدود 37 درجة مئوية . وعادة يتخلص الجسم من الحرارة الزائدة في حال حدوثها عن طريق الإشعاع الحراري من الجلد وكذلك عن طريق تبخر العرق منه. لكن في فصل الصيف تكون الحرارة مرتفعة مصحوبةً برطوبة عالية في الجو ويكون الهواء مشبعاً بالبخار. في هذه الحالة يصعب تبخر العرق من الجلد فلا يستطيع الجسم التخلص من الحرارة الزائدة.
ضربة الشمس هي حالة مرضية تحدث في فصل الصيف لدى الاشخاص الذين يتعرضون لدرجة حرارة مرتفعة ورطوبة عالية في الجو، فتتراكم الحرارة في أجسامهم وقد تصل إلى 41 درجة. هذا يؤدي إلى تعطيل أو فشل مركز التحكم بالحرارة في الدماغ يليه فشل في وظائف الدماغ والكليتين وقد يودي بحياة المصاب إذا لم تجرى له الاسعافات والمعالجة بشكل مستعجل.
لايوجد إختلاف في الأعراض بين ضربة الشمس والإجهاد الحراري سوى أن الأخير قد يحصل لدى الرياضيين خلال الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية. فبسبب الإجهاد وزيادة التعرق وفقدان السوائل والأملاح من الجسم تحصل ضربة الشمس حتى لو تمت في أماكن مغلقة وبعيدة عن أشعة الشمس. .
إن ضربة الشمس اكثر خطورة لدى الأطفال حديثي الولادة بسبب عدم إكتمال تطور جهازهم العصبي ، وكذلك لدى كبار السن لتراجع وضمور الجهاز العصبي مع التقدم بالعمر .
الاعراض المرضية لضربة الشمس : ارتفاع حرارة الجسم، الصداع مع الشعور بالغثيان والإقياء، الدوخة، سرعة عملية التنفس، تسارع في نبضات القلب وآخرها فقدان الوعي وغيبوبة وتشنجات عضلية .
أساليب الوقاية : ينصح بعدم التعرض لأشعة الشمس القوية، وارتداء ملابس قطنية خفيفة فاتحة اللون لتمتص العرق وكذلك شرب كميات كافية من الماء والعصائر لتعويض السوائل والأملاح التي فقدها الجسم، واستعمال القبعات والمظلات والنظارات الشمسية.
العلاج في حال حصولها:
استدعاء الطوارئ في حال حدوث العديد من المؤشرات، مع البدء في الإسعافات الأولية إلى حين وصول الإسعاف. يجب نقل المصاب الى مكان ظليل ونزع ملابسه، ووضع كمادات باردة على رأسه وجسمه أو وضعه في حوض يحتوي ماءً بارداً إن لزم الأمر ، وتوجيه تيار هوائي عليه باستعمال مروحة كهربائية. وينبغي الاستمرار في الاسعافات الأولية حتى وصول فريق الطوارئ ليتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. والهدف من هذه المعالجة هو خفض حرارة جسم المصاب إلى 37 درجة.
علينا أن نتذكر دائماً أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.