بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
في العدد 452 انتهيت من عرض واستعراض كافة الأدلة التي تؤكد باليقين الدافع بأن المسيح هو الله بالحق والحقيقة وبأنه صُلِب ومات وقام كما جاء في الكتاب المقدس وأيضاً في بعض كتب كبار علماء المسلمين من الأئمة والمفسرين، واليوم سيكون موضوعنا وسيتمحور حول: نتائج قيامة السيد المسيح من بين الأموات بالنسبة للبشر والتي تتلخص وتتضح من خلال التالي:
1- إعلان التبرير للمؤمنين الحقيقيين
2- الولادة الثانية للمؤمنين الحقيقيين من الله
3- إعلان أحقية وشرعية جميع المؤمنين الحقيقيين بالوجود في السماء نتيجة إيمانهم
4- تحديد سلوكيات المؤمن الحقيقي في عالم اليوم وما يجب أن تكون عليه.
5- إعلان قوة المسيح في تغيير حياتهم من خلال وجوده الدائم معهم
6- إعلان حقيقة قيامة الموتى والتأكيد عليها وتمتع المؤمنين الحقيقيين بالله إلى الأبد
وسوف أقوم بتناول هذه النتائج بصورة متتالية وباستفاضة وتتابع في أكثر من عدد «للرسالة» بدءاً من هذا العدد رقم 453 فهيا بنا:
1- إعلان التبرير للمؤمنين الحقيقيين:
قال القديس بولس الرسول عن السيد المسيح له كل المجد إنه «أُسْلِمَ من أجل خطايانا وأُقيمَ لأجل تبريرنا» (رومية 4:25)، أو بالاحرى أقام ذاته بذاته من أجل تبريرنا والسبب في ارتباط تبريرنا أمام الله بقيامة المسيح من الأموات هو الدليل القاطع على إيفائه لكل مطالب عدالة الله وقداسته نيابة عنا.
التبرير غير الغفران .. لأن الغفران لا يتعدى مرحلة الصفح عن الخُطاه لعدم توقيع القصاص الأبدي عليهم … أما التبرير يجعلهم أبراراً أمام الله أو بالأدق يجعلهم كأنهم لم يخطئوا، بل وأيضاً كأنهم عملوا كل البر الذي يتطلبه الله تعالى منهم ويكونون أهلاً للقبول أمام الله مع التمتع برضاه.
والبر الذي يتمتع به المؤمنون الحقيقيون أمام الله .. ليس براً ذاتياً قاموا به بأنفسهم لأنهم مهما عملوا من صلاح لا يستطيعون أن يستروا خطية واحدة من خطاياهم بل أنه مقدم لهم من الله كهبة مجانية بفضل كفارة المسيح، كما أن الخطايا التي قبل المسيح آلام دينونتها على الصليب ليست خطايا شخصية له، بل هي خطايانا محسوبة عليه كذلك البر الذي نتمتع به الآن على حساب كفّارته عنا ليس براً ذاتياً، بل أنه بر المسيح محسوباً لنا .. وهذا البر لا يُدانيه أي بر في الوجود ..
والرسول الذي عرف وفهم سمو بر الله الذي يمنحه للمؤمنين الحقيقيين على أساس كفارة المسيح قال «وليس لي برِّي الذي من الناموس أي (الذي له على أساس حفظ وصايا الناموس) بل بالذي بالإيمان بشخص السيد المسيح أي «البر الذي من الله بالإيمان» (فيلبي 3:9 ) .. وقال للمؤمنين «وأما الآن فقد ظهر بر الله .. بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون « (رومية 22-21 :3). وقال لهم أيضاً «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» (رومية 1:5 ) وأيضاً «لكن اغتسلتم بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1 كورنثوس 6:11).
وأيضاً «مُتبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح» (رومية 3:24) وأيضاً «ونحن مُتبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب» (رومية 5:9).
وإلى هنا أترككم برعاية الله على أن نستكمل باقي النقاط في الأعداد القادمة من جريدة الرسالة بإذن الله وبمشيئته.