بقلم : خالد بنيصغي
1 – الوجه الآخر للتاريخ
بعض الدول العربية والإسلامية تريد أن تبرز وتُلْفِت أنظار العالم إليها ، وتُسابق الزمن كي تضع لمسة لها بين دول العالم ، إلا أنها لا تستطيع أن “ تفيد “ هذا العالم قيد أُنملة .. ليس لديها أي شيء في التاريخ ، إلا تاريخها المحلي الذي لا يفيد الإنسانية في شيء ولو على سبيل الاستئناس ، عجباً .. أن تجد شعبا كاملا بلا أي إضافة للعالم ؟؟ حقا إنه لأمر عجيب ..
بعض الدول العربية رغم أنها متخلفة لكنها ساهمت وبشكل لافت في بناء المجتمعات في مجالات عدة كالطب والصيدلة والهندسة والفن والأدب وعلم الكلام وعلم الفلك والرياضة ..
وبعض الدول ليس لها أي أثر في جل هذه الميادين وغيرها ، فقط هي تستهلك طيلة تواجدها على هذه الأرض ، لأنها تملك المال الوفير .. لم تفكر يوما أن تقدم شيئا مفيدا للعالم ، ولم تكلف نفسها حتى مجرد التفكير في ذلك ؟؟
سألت نفسي إن كان وجود الإنسان فقط من أجل أن يتمتع إلى حد الترف .. ثم يموت ؟؟ ما الفائدة ؟؟ صراحة لم أجد أي فائدة ..
لنسلم بالأمر جدلا ، ولكن كيف نجيب عن تساؤلات من مثل أن تعلن هذه الدول الأعداء أصدقاء ، والأصدقاء أعداء ؟؟ هل هذه هي البصمة التي بها سنلفت أخيرا انتباه العالم ..؟؟
ما تعلمته منذ صغري هو أن أذكر الرجال في الشعوب العربية وأفتخر بهم ، أذكر العديد من رجالاتنا العرب صنعوا لنا مكانا لائقا ومشرقا برغم جراحات التخلف والفقر ، ولم نجد – وللأسف – في بلاد عربية أخرى رغم غناها المادي أي أثر مفيد للعالم .. نحن نؤمن أن الشعوب برجالاتها الذين يكتبون التاريخ وليس بأموالها التي لم تسعفها في شيء نبيل يذكر .. نتساءل إن فاجأونا مثلا باكتشاف لقاح ضد “ كورونا “ حتى يدخلوا التاريخ من بابه الواسع ، بدل أن يرسلوا رسائل الغيظ لإخوانهم العرب من دون أي حرج ..
2 – “ كورونا “ والمجتمع المغربي
وكأننا في مباراة لكرة القدم ، تألق المغاربة في شوطها الأول بامتياز ، فمنذ أن أعلن تسجيل أول حالة ل”فيروس كورونا “ بالمغرب شمرت الحكومة المغربية على ساعد الجد واتخذت مجموعة من القرارات والتدابير الهامة ، معتبرة صحة المواطن المغربي وحياته أولى من كل شيء ، وأوقفت لأجل ذلك عجلة الاقتصاد ، وأنشأت صندوقا خاصّاً لمساعدة الأسر المعوزة وفاقدي الشغل والعمل ، وبحكمة وحنكة استطاعت تحقيق نجاحات مبهرة ، وكانت أرقام الإصابات والوفيات قليلة جدا مقارنة بالحصيلة اليومية التي كانت تسجل في باقي دول العالم ، وصمدت العديد من المدن والجهات والأقاليم بالمملكة طويلا دون تسجيل أي حالة ، وفي الوقت الذي انتظر فيه المغاربة عودتهم إلى الحياة الطبيعية ، وبين عشية وضحاها بدأت أرقام الإصابات والوفيات تتصاعد بشكل مخيف ، حيث يكفي أن نقول إن المغرب سجل أزيد من نصف عدد الإصابات منذ البداية حتى الآن فقط في شهر “ أغسطس “ ، وهو الرقم الذي لم يسجله لمدة أربعة أشهر ونصف ؟
والسبب هو عدم احترام المغاربة للبروتوكول الصحي المعمول به ، وذلك عندما سمح لهم بالاحتفال بعيد الأضحى ، الأمر الذي تناسى فيه المغاربة أنهم معنيون بالاحتراز والحذر من هذا الوباء ، فأطلقوا العنان للحياة الطبيعية الغير ممكنة ، فغصت المستشفيات بالمصابين والوفيات ، لتعود الدولة بكل أجهزتها الطبية والأمنية إلى فرض مراقبة صارمة راجية أن تنخفض الأرقام تدريجيا إلى أن يرفع الله تعالى عنا هذا الوباء إنه سميع مجيب ..
دمتم بود