حسان عبد الله
المفعول المطلق والمنادى والتمييز في بعض الآيات من سورة مريم .
بسم الله الرحمن الرحيم “ إذ نادى ربه نداء خفياً “ “ قال : رب أني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا.” “ وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدُنك وليا . “ “يا زكريا انًا نبشرك بغلام اسمه يحي لم نجعل له من قبل سميا .” “ قال : رب اجعل لي آية ، قال : آيتك الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا.” “ فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا . “ “ قالت : اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا .” “ قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا .” “وهذي إليك بجِذْع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا . “ “ الم تَر انًا أرسلنا الشياطين على الكافرين توءزهم أزا . “ “ فلا تعجًل عليهم إنما نعد لهم عدا .”
لقد وردت في الآية الآولى كلمة نداء وهي مصدر مأخوذ من الفعل نادى وإعرابه مفعول مطلق منصوب وخفيا نعت له منصوب . رب : منادى في الآية الثانية لحرف نداء محذوف والتقدير ياربي وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم لإشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم وهي الكسرة . أما كلمة شيبا: ترفع الإبهام عن جملة اشتعل الرأس وتعرب تمييزا منصوبا ومنقولا عن فاعل والتقدير اشتعل شيب الرأس . ونصبت الكلمة شقيا خبر للفعل المضارع المجذوم أكن وهو فعل ناقص . في الآية الثالثة نصبت كلمة الموالي لأنها مفعول به للفعل خفت وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الياء للثقل .
اما امرأتي : أسم الفعل الناقص كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء لإشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء . والمقصود هنا ان نميز بين ياء المتكلم والياء الأصلية في الأسماء كربي وامرأتي وورائي والمعالي . زكريا : منادى مبني على الضم المقدر على الألف في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف والتقدير انادي زكريا . الا تكلم : أي ان لا تكلم فالفعل المضارع تكلم منصوب بأن الناصبة . اما ثلاث ليال فثلاث مفعول به ثان للفعل تكلم وليال في محل جر بالاضافة والكلمة عبارة عن مميز ثلاث . قال : ‘إنما أنا رسول : ان هذا حرف مشبه بالفعل بطل عمله لدخول ما الكافة عن العمل وتعرب الجملة بعده أنا رسول مبتدأ وخبر . هذي : فعل أمر مبني على حذف النُون لاتصاله بياء المخاطبة . اما الفعل المضارع تساقط فهو مجزوم بالسكون جوابا للطلب بعد فعل الأمر هذي . تَر: فعل مضارع مجذوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة لانه معتل الاخر . أزا وعدا / كلمتان واقعتان في محل نصب مفعول مطلق . كما ورد في الآيات الكثير من النواسخ والمفعول به : أني أعوذ ، انا أرسلنا ، كنت تقيا ، انا نبشرك ، كانت امرأتي عاقرا ، والمفاعيل : ربه ، الموالي ، وليا ، سميا ، آية، الناس ، حجابا ، بشرا ، غلاما ، رطبا ، الشياطين ، .
البقية في العدد القادم