بقلم: فريد زمكحل
ماذا بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المؤتمر الصحفي الذي عقده في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي بحضور ومشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقط لا غير، عن خطته المقترحة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والمعروفة باسم «صفقة القرن»؟ والتي وصفها بأنها اشمل خطة مُقدمة حتى الآن لإقرار السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وتتكون من 80 صفحة، ولكن دون أن يتطرق لكشف تفاصيلها من قريب أو بعيد، بشكل مباشر وصريح وواضح!
الأمر الذي لم يعد يُدهشني مع عدم دعوة الجانب الفلسطيني للمشاركة فيه وتبادل الآراء حول هذه الاتفاقية المبهمة حتى اللحظة ، الأمر الذي يعكس منهجية تطبيق الإدارة الأمريكية لسياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين بشكل فاضح ومعيب ومخيب للآمال الفلسطينية بصفة خاصة، والعربية بوجه عام … وهو ما يتضح جلياً في تصريحات الرئيس الأمريكي على أن الجانب الفلسطيني لن يرغب بصفقة القرن في البداية على الأرجح .. لكنه يعتقد بأنهم سيوافقون عليها في النهاية .. خاصة وأنه يراها جيدة بالنسبة لهم وجيدة جداً! رغم التنديد الفلسطيني بالمرحلة الأولى من الخطة والتي تتمثل بخطة إنعاش اقتصادي بقيمة 50 مليار دولار والذي تم الاعلان عنها في يوليو الماضي نتيجة عدم تطرق الخطة للاحتلال الإسرائيلي بشكل واضح وصريح، خاصة بعد تخلِّي الإدارة الأمريكية في نوفمبر الماضي عن سياساتها القائمة منذ عقود وإعلان وزير خارجيتها مايك بومبيو «بأن واشنطن لم تعد تعترف بأن المستوطنات الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية تتعارض مع القانون الدولي».
والجدير بالذكر أنني قلتُ لأكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة بأنه لم يعد يوجد على أرض الواقع ما يسمى بالقضية الفلسطينية بعد أن عزل الفلسطينيون أنفسهم وقضيتهم عن العالم نتيجة إنقساماتهم الداخلية والخارجية وتفريغهم العمدي لمضمون هذه القضية التي تخلّى عنها الجميع بعد أن تخلّى عنها أصحابها حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن ولم يعد لهم خيار أو اختيار سوى القبول بصفقة القرن أو لا شئ على الإطلاق!!