بقلم: رفاه السعد
لم يخلو العراق يوما من الاحداث بما فيها السياسية والاقتصادية والامنية ..اخرها حرائق كبيرة تلتهم محاصيل القمح والشعير بالتحديد ألاف الدونمات حُرقت والفاعل مجهول فيما اختلفت الحكومة على تسميتهم من ارهابيين الى ثأر عشائري الى تماس كهربائي أو رمي عقب سيجارة، لكن الواقع يقول عكس ذلك فالحريق ممنهج وأصبح يومي ولم يمر مرور الكرام، المحافظات توسعت وشملت محافظات ديالى وصلاح الدين والموصل وكركوك ، استهداف ممهنج لثروة البلاد الوطنية رغم استمرار التحقيقات لمعرفة الفاعل.
هذه الحرائق جاءت بعد أن توقعت وزارة الزراعة ان يكون الموسم الحالي موسم اكتفاء ذاتي من محصول الحنطة وللمرة الأولى منذ عقود لكن الفرحة لم تكتمل وقد ضاعت المحاصيل وتضرر المزارعون الذين يعتاشون عليها ففي كل موسم ينتظر الفلاح الفرصة لبيع هذه المحاصيل والحصول على الربح الوفير ليكفيه وعائلته عام كامل، الفيديوهات المصورة من مزارع الحنطة والشعير اظهرت الهلع والبكاء والصراخ الذي انتاب المزارعون اثناء الحريق وهم يبكون حسرة على محاصيلهم فمنهم من يبيع منزله واخر سيارته ليكمل هذا الانجاز وما إن ضاعت المحاصيل فهذا يعني ضياع حياته ..
المضحك المبكي في الموضوع هو تصريح رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قائلا لماذا نضخم الامور «هي كلها ٤٠ ألف دونم» ناسيا معاناة المزارعين وعائلتهم، في حين دعى نواب المحافظات المنكوبة الحكومة العراقية، إلى إعلان حالة الطوارئ في المحافظة لمواجهة موجة الحرائق وطالبوا بإرسال المزيد من التعزيزات إلى محافظة صلاح الدين للحد من انتشار ألسنة اللهب إلا انه حتى الان لم تصل اي اعانات تذكر.
التصريحات اختلفت والمسئولين يخشون من ذكر اسماءهم خوفا من الجهات الفاعلة فقد ذكر مسئول في وزارة الزراعة رافضا الكشف عن اسمه إن جميع حرائق حقول القمح والشعير بفعل فاعل ومن جهة واحدة، والتحقيقات تشير إلى تورط جهات منتفعة من بقاء العراق مستورداً لهذه المادة.
وأن خسائر الفلاحين والدولة من تلك الحرائق بلغ مئات ملايين الدنانير، إذ قدمت الحكومة للمزارعين قروضاً ومحفزات قبل الموسم، كما أنها ستكون ملزمة بتعويضهم أيضاً.
اما الخبراء الامنيين في الحرائق ومن بينهم العقيد المتقاعد أحمد العبيدي ذكر خلال لقاء له إن هذه الحوادث لا يمكن وصفها سوى بأنها مدبرة بفعل فاعل لان نشوب حرائق في مواقع عديدة بعدد من المحافظات في أوقات متقاربة أمر طبيعي، لكن من غير الطبيعي، أن تطال الحرائق نوعاً متشابهاً من المحاصيل مثل القمح والشعير.