بقلم: جــاك قرانـطـة
اننا نستورد الامل من رحم الالم « هكذا يقال »
في هذا اليوم ، ونحن في اوائل الربيع لعام 2016 قررت ان ابدأ بكتابة قصص وحكايا من الخيال، كونها تتجرد من الحقيقة ولا تجمعها صلة بالحقيقة ولا اجمل من الخيال، واول ما خطر ببالي ان ابدأ بكتابة هذا الموضوع : غابة الوحوش
نعم اننا في غابة من الوحوش وآكلي لحوم البشر، هل يعقل ان تصل البشرية لهكذا حال ؟
نعم، نعم وصلت واليكم قصتي
كان يوم كنت فيه لي وطن ، لي بلد ، لي اهل وخلان، اسرح وامرح في واد من البحبوحة والثراء، لا اعي شيئا لمن حولي ولا احسب حساب لغد ، قد يكون ظالما، مظلما، «غدارا متوحشا»، ولن اطيل عليكم هذه القصة وما جرى كونها من الخيال، لكن اليوم شعرت وعلمت اننا نعيشها حقيقة لا قصة من الخيال
نعم اليوم اننا نعيش في غابة وحوش لا تعرف دينا «ولا مذهبا»،لا تعرف الانسان ولا الانسانية عقولها تبخرت ، زنودها تفتلت ، سيوفها لم تر النوم في اغمدتها يوما
في يوم كنا فيه نسرح ونمرح في بلد يعم فيه ناس طيبون لا يعرفون خصام ولا لؤم ولا مذلة وكانهم حقيقة في الجنة
اما اليوم ، ما حصل وجرى ، هبت عاصفة باسم الربيع العربي ، ابادت الاخضر واليابس ، ودهست بذور الحياة، وغادرت غلة خيرات هذا الوطن ، ورحلت مع طيور السنونو تفتش عن دفء تتلظى به ، وهكذا يا وطن اصبحت غابة للوحوش وآكلي لحوم البشر ، نعم ، هذا ما وصلنا اليه، دمي سال ، دموعي انهمرت وابتسامتي غابت، نعم أين دمي دموعي وابتسامتي
هل يعقل ؟ ان يحدث هذا لوطني الحبيب ؟ اين الامان ؟ اين الهدوء ؟ اين ؟ اين ؟
ويقال «الليل مهما طال لا بد ان ينبثق النهار ، ومهما تكدست الغيوم ستضمحل وتزول» وتعودي سوريا تضيئي على العالم النور والسلام . حبيبتي سوريا .