بقلم: سونيا الحداد
نحن لبنانيون ونفتخر. نحن مسيحيون ونفتخر. نحن سكان هذه الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء لكي يبقى لبنان حرا مستقلا من نير العثمانيين، سلاطين الدماء والخيانة ومجرمي الإنسانية ونير كل من طغى، خان وذبح أهله.
نعم نحن سكان هذه الأرض ندافع عنها بأية وسيلة ممكنة حتى لو تحالفنا مع الشيطان لنحمي أنفسنا من شياطينكم، وهذا شرف كبير لنا. فيا ليتكم ايها العرب تعتذرون عن جرائمكم في حقنا والتي أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم. أصبحنا اللعنة التي تحل على رؤوسكم ولم تدركوا هذا الأمر لغاية اليوم. لا بل تستمرون بفحشكم واستبدادكم ووعيدكم ومؤامراتكم، جاهلين أنكم تحفرون قبوركم بأيديكم، ولبنان كان دائما لعنة ومقبرة لكل من خانه، باعه واحتله…
نعم أقولها علنا اننا لسنا جزءا من ديار المسلمين وسنعمل المستحيل كي ننجو من حلمكم المزمن هذا. الأيام تدور والمصالح معها تدور أيضا، وسنعمل على الإستفادة منها كي لا تتحقق أمنيتكم. لسنا لأننا خونة بل العكس، نحن شعب يعرف معنى الحرية والكرامة ولا يقبل بعد الآن بأن يعود استعماره من مجانين الخلافة يجعلون منه أهل ذمة. نريد لبنان واحة للعيش المشترك، يعيش فيها الإنسان ضمن عائلة واحدة مهما كانت انتماءاته الدينية، كما كانت عليه الحال قبل خيانتكم له، حرا متقدما، متميزا يواكب العصر وكل ما يحمل في طياته من جماليات نضحي بالغالي من أجلها، لأننا بلد أعطى للعالم الأبجدية، عرف اول مدرسة للحقوق وآباء الفكر العلمي والفلسفي واللائحة طويلة، لأننا البلد الذي لعب موارنته دورا رئيسيا في الحفاظ على لغتكم العربية من التتريك. لأننا لبنان، ولبنان ليس كبقية الدول، إنه الأرض المقدسة وأرض القديسين. أرض العسل واللبان، إنه ديار الأرز وسيبقى الى الأبد.
نعم نحن الضحية ولسنا القاتل، فلا تحاولوا ابدا قلب الأدوار لأن التاريخ شاهد مهما حورت الحقائق. اتركوا لبنان وشعبه يعيشون بسلام بعيدا عن أطماعكم الدينية والمادية، ودعوه يلملم أشلاءه بعيدا عنكم يا مسوخ العثمانيين وخلافاء المسلمين، وعملاء الشياطين. اياكم اتهامنا بالعمالة والخيانة، نحن ابطال تعلموا عبر مجازر التاريخ كيف يقفون مرفوعي الرأس وسط أطنان من العداوة… بشيرنا هو عزتنا وهو أسطورتنا…. تعلموا منه حب الوطن والإنسان وكيفية عبادة لبنان، وأسجدوا خشوعا أمام دارنا، دار شهداء لبناننا المقدس!