بقلم: يوسف زمكحل
لا أصدق ما تفعله إيران بأمريكا هذه الأيام وما تقوله أمريكا لإيران الأمر الذي جعلني أسأل نفسي هل إيران أصبحت دولة عظمى تفرض سيطرتها على العالم وباتت أمريكا دولة من دول العالم الثالث وهي التي كانت تفرض سيطرتها وبطشها على العالم ففعلت ما فعلت في العراق وليبيا وسوريا بل وصل الأمر أنها تفرض عقوبات على روسيا والصين .
وأتعجب وأنا أتابع نشرات الأخبار في الأيام القليلة الماضية فأضرب كفاً على كف فوزير الخارجة الأمريكي مايك بومبيو يخرج علينا بتصريح عجب العجاب يعلن فيه أن الرئيس ترامب مستعد للتفاوض مع إيران بدون شروط مسبقة ثم تخرج علينا أمريكا بتصريح أكثر عجبا فهي تطلب من إنجلترا حماية سفنها بعد احتجاز إيران لسفينة بريطانية منذ أيام لأنها لا تريد الحرب مع إيران، أما إيران فهي تخرج علينا بتصريح خطير وهو زيادة تخصيب اليورانيوم عن الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول الكبرى عام 2015 وإن كان يرى البعض أن هذا التصعيد من جهة إيران مازال منضبطاً وأنه يتم بشفافية معلنة في وجود مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أما فرنسا فلديها تصريحات كثيرة منها على سبيل المثال أتفاق فرنسا وإيران على بحث الشروط اللازمة لاستئناف الحوار بشأن الاتفاق النووي ثم نسمع تصريح آخر فرنسي يحذر إيران من المضي قدماً في برنامجها النووي خاصة بعد أن أعلنت إيران زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم .. تصريحات متضاربة هنا وهناك أما الموقف الروسي والصيني فهما غير قادرتين على تقديم ضمانات ترفع بموجبها العقوبات الدولية عن طهران ما يعني إنهما ستكتفيان بإطلاق التصريحات المحشوة بوجهين أحدهما ساخن والآخر بارد . وأمريكا هي مفجرة هذه الأزمة فهي التي خرجت عن الاتفاق ثم ارتكبت خطأ كبير بمعاقبة إيران لإلزامها بتعديل الاتفاق الموقعة علية أمريكا نفسها في عهد الرئيس أوباما بل وهددت الدول الموقعة عليه كالأوروبيين والصين وروسيا بالعقوبات إذا ما تاجروا أو استثمروا مع الإيرانيين . وأحياناً يُراودني الشك في ما تفعله أمريكا وإيران وأشعر أنها حرب مصطنعة ومسرحية نعيشها فقد قلت في مقال سابق أن الرئيس ترامب لا يريد الحرب فهو بصفته رجل أعمال في الأصل فهو يحب جمع المال ولا يحب صرفه فهو يستخدم إيران كفزاعة للخليج حتى يأتي إليه الخليج ويطلب منه الحماية من إيران وفي هذه الحالة سيفرض ترامب شروطه على دول الخليج ويستنزفهم مالياً فهم بالنسبة له بئراً لا يُدر بترولاً فقط بل يدر مليارات الدولارات ولا حول ولا قوة إلا بالله .!