بقلم: الدكتور غازي الفنوش
هو بروز عظمي ينمو على أسفل عظم كعب القدم، ينجم عن تجمُّع رواسب الكالسيوم، ويظهر في الصورة الشعاعية للقدم على شكل شوكة أو مهماز عظمي، ويدعى مسمار الكعب العظمي، ويعاني المصاب من ألم في عقب القدم مع عرج خاصة عند المشي على أرض صلبة في الصباح, وهذا الألم لاينتج عن التبارز العظمي ذاته بل عن الالتهاب والتخريش الذي يحدثه في أنسجة اللفائف الأخمصية والطبقة الشحمية لعقب القدم .
أسباب حدوث مسمار العظم :
يعود سبب تكوّن هذه النتوءات العظمية إلى زيادة الضغط الحاصل على النسيج اللين الموجود اسفل عظم الكعب لأسباب عديدة ومنها ؛
- السمنة، وزيادة وزن الجسم .
- مُمارسة بعض الأنشطة الرياضية كالقفز، والجري، خاصةً عند مُمارسة هذه الأنشطة على الأسطح الصلبة، ويُعزى سبب حدوث ذلك إلى تعرض كعب وقوس القدم للإجهاد جرّاء مُمارسة هذه التمارين .
- النساء أكثر عرضة للإصابة بمسمار العظم مُقارنة بالرجال .
- ارتداء الأحذية الضيقة، وذات الكعب العالي، والغير داعمة للقدم بشكل جيد .
- تزداد إمكانية حدوث مسمار الكعب العظمي لدى الأشخاص الذين يعانون من مُشكلة القدم المسطحة، أو زيادة تقوُّس القدم، بسبب سوء توزع ثقل الجسم على أخمص القدم .
- مع تقدُّم العمر تقلّ مرونة الرباط الأخمصيّ، وتقلّ كذلك سماكة الطبقة الشحمية الواقية لكعب القدم، مما قد يؤدي لتشكل مسمار الكعب.
- تسطح الأقدام، وزيادة في ارتفاع قوس القدم، قد يسبب عدم توزع ثقل الجسم على أسفل القدم بشكل صحيح، وبالتالي زيادة الضغط على كعب القدم .
- ترتفع نسبة الإصابة بمسمار الكعب لدى مرضى السكري وأمراض الروماتيزم وداء النقرس .
أعراض مسمار الكعب :
يعاني المصاب من شعور بالألم في باطن القدم مع عرج، وأن الألم يصل ذروته في الخطوات الأولى صباحا، كما يشعر المريض بآلام شديدة بعد ممارسة التمرينات الرياضية، خاصة رياضة الجري، وعادة يشبه المصاب الألم بطعنة السكين .
تشخيص مسمار الكعب :
ويتم ذلك باخذ القصة المرضية، والفحص السريري وذلك بالضغط على كعب القدم، عندئذ يشعر المصاب بألم مبرح، ولتأكيد التشخيص يلجأ الطبيب إلى طلب؛ صورة شعاعية للقدم أو صورة بالرنين المغناطيسي التي توضح حالة عظم الكعب والأنسجة الرخوة المجاورة له .
الوقاية من مسمار العظم :
تخفيف الوزن إذا كان يزيد عن الحد الطبيعي، ولبس أحذية مناسبة لنوعيه النشاط الرياضي المزمع القيام به، وتجنب لبس الكعب العالي أو المشي به لمسافات طويلة، وعدم المشي حافي القدمين، وممارسة رياضة تقوية عضلات الساق والقدم .
علاج مسمار الكعب :
تشكل هذه الحالة المرضية معاناة للمصاب، وذلك لأن الألم والعرج قد تستمر لمدة طويلة قبل أن تزول، لذا على المريض أن يتقيد بنصائح الطبيب، وأن يتناول العلاجات بشكل منتظم، كي لاتتحول إلى حالة مزمنة .
هذا ومن المفيد وضع كمادات باردة على منطقة الألم، ووضع بطانة من السيليكون داخل الحذاء لدعم قوس القدم وإعادة توزيع وزن الجسم على أخمص القدم بشكل مناسب، وكذلك تناول مسكنات الألم ومضادات الالتهاب مثل؛ الايبوبروفين(Ibuprofen)
واللجوء إلى تمارين العلاج الطبيعي وعمل تمرينات إطالة لباطن القدم (Stretching) ، وفي بعض الحالات ينصح بحقن إبرة كورتيزون موضعيا والتي عادة ما تقضي على الالتهاب بسرعة وفعالية، وقد يحتاج المريض حقنة ثانية بعد مدة شهر، ويستفيد المصاب كذلك من المعالجة بطريقة الصدمات الصوتية الموضعية التي تؤدي إلى زيادة معدل تدفق الدم إلى المنطقة المريضة وبالتالي تساعد على سرعة شفائها، وفي حال فشلت كل هذه الطرُق العلاجية في التخفيف من الأعراض التي يعاني منها المصاب، واستمرت لفترة تتجاوز 9-12 شهر، حينئذ ينصح الطبيب بالجراحة وذلك بإزالة المسمار العظمي، وإرخاء اللّفافة الأخمصيّة جراحيا.