بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
الجزء التاسع
عودة لما قلت عن السيد المسيح وعن كل ما قاله فترة تجسده على الأرض عن نفسه، خاصة قوله «أنا في الآب والآب فيَّ»، بأن السيد المسيح كان يعني من قوله هذا التالي:
1- بأن كينونة الابن هي بعينها كينونة الآب
2- بأن له أي للأبن نفس الجوهر مع الآب
3- بأن طبيعة الأبن هي طبيعة الآب
4- كما أن ألوهة الابن هي ألوهة الآب
5- بأن الابن في الآب والأب في الابن بغير اختلاط للأقانيم
6- بأن الابن لا يملأ فراغ الآب ولا الآب يملأ فراغ الابن لأنه ليس في الابن أو الآب فراغ يُملأ.
كما قال السيد المسيح بوضوح لمن حوله «الذي رآني فقد رأى الآب؟ يو 9:14 وكان هذا القول بمثابة رد واضح على طلب فيلبس الرسول أحد تلاميذه للسيد المسيح قائلاً «أرنا الآب وكفانا»، والذي رد عليه السيد المسيح بكل الحسم والوضوح وبصورة قاطعة قائلاً: «أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس، منَّ رأني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب؟
كما قال السيد المسيح: «الذي يراني يرى الذي أرسلني» يو 45:12 كما قال لشيوخ اليهود «لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضا. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه»..
ومن هنا أراد السيد المسيح أن يقول لكل منَّ حوله صراحة بأنه صورة الله غير المنظور.. حيث قال الله في العهد القديم «الانسان لا يراني ويعيش» خر 20:33 وهذا يعني عدم إمكانية أي إنسان في أن يرى اللاهوت لأنه غير محدود ولا نهائي، ولكن لما تجسد إبن الله الكلمة وصار إنساناً أخذ ناسوتاً كاملاً وأتحد به اتحاداً حقيقياً وبذلك أمكن للإنسان.. أن يرى الله غير المرئي.
وطبقاً لهذا وغيره يتضح لنا بأن السيد المسيح هو الصورة الحقيقية والطبيعية للأب وليس مجرد صورة شكلية كما أنه صورة طبيعية لأن له نفس طبيعة الآب، وهذا ما قاله أيضا القديس أثناسيوس الرسولي: «الابن وحده هو الصورة الحقيقية والطبيعية للاب» كما أن خصائص الاب هي بحد ذاتها خصائص الابن من حيث أنه أزلي، غير مائت، قدير، نور، ملك، ضابط الكل، إله، رب، خالق، صانع.
وحتى نلتقي في العدد القادم من الرسالة أترككم في رعاية الله وسلامه أحبائي الأعزاء.