بقلم: إدوار بشارة
وسط حضور كبير ومتميّز لنخبةٍ من رموز المجتمع الأدبيّة والفنيّة والثقافيّة والسّياسيّة لأمسية جريدة الرسالة مساء ٢١ يوليو ٢٠١٩، استهلّ الأمسية الأستاذ الموسيقيّ الياس يوسف بعزف حي على العود والأستاذ سيمون باسكال بعزف حيّ على الأورغ. وقد حازت المختارات التي عزفاها على إعجاب الحضور واستحسانهم.
قدّمت الحفل وأعدّت له الأستاذة الدّكتورة ناهدة العاصي التي أدارت الأمسية بوعي واقتدار. قدّمت العديد من شعراء المهجر الذين صالوا وجالوا لإمتاع الحضور بتنوّع كتاباتهم الشّعريّة، الوطنيّة منها والعاطفيّة والوجدانيّة والأدبيّة بدءاً من الأستاذ أحمد دبوق مروراً بالأستاذ يوسف زمكحل، والشاعر الزجليّ جان كرم، وضيف الأمسية الأستاذ خالد عبد الباقي والختام مع الصحفي الشاّعر الأستاذ فريد زمكحل.
قام الشاعر أحمد دبوق بإلقاء قصيدتين الأولى وطنيّة بعنوان «أسير وحُلم» والثانية عاطفيّة بعنوان «مَن أنتِ» فصفّق الحضور إعجاباً باختيار المواضيع. بعد ذلك قدّم الشّاعر الغنائي يوسف زمكحل قصيدتين، الأولى وطنيّة بعنوان «مصر حبيبتي» والثانية عاطفيّة بعنوان «بتكدب ليه يا قلبي». أما الشاعر القدير جان كرم فقد اعتلى المنبر ليتحف الحضور بقصيدته الزّجليّة وسط تصفيقهم لما تحمله من أفكار فلسفيّة وجدانيّة تُظهر حياة الشاعر ما بين عالم أرضي ليس راضياً عنه وعالم آخر يحلم به. تلاه على ذات المنبر المهندس الشّاعر الأستاذ خالد عبد الباقي الذي بدوره تلا قصيدةً دافع فيها عن لغتنا الأم، اللغة العربية، وأهميّة أن يلعب كلّ منّا دوره في الحفاظ عليها. ومنه انتقلنا إلى مسك الختام، الشّاعر الصّحفي الكبير الأستاذ فريد زمكحل الذي افتتح كلمة اللّقاء بتوجيه الشّكر للأستاذة الدّكتورة ناهدة العاصي على جهودها لإحياء هذه الفعاليّة المتميّزة كما توجّه بالتحيّة لمعظم الحضور موكّداً على أهمّيّة مساهمة كلّ منهم في مجاله، فنّيّا كان أم شعرياً أم أكاديميّاً، كما عبّر عن رغبته في فيام الشعراء المشاركين بتقديم أكثر من عملٍ في اللقاءات القادمة ليُشبعوا الحضور من وافر نتاجهم. ومن ثمّ بدأ بتلاوة قصائده الستّ العاطفيّة التي تُلاعب الوجدان وتهزّ المشاعر. ولم تخلُ قصيدة «يا محسنين لله» من روح الدعابة التي تشير إلى الحبيب الذي يستجدي الحبيبة من أجل قبلة. لقد استحوذ الشاعر على حُسن استماع السّادة الحضور بإعجاب شديد. وقد استمرّ العزف الحي على العود والأورغ طوال الأمسية كفاصلٍ ما بين الشعراء مصحوباً ببعض المعزوفات الموسيقيّة التي تنسجم مع مضمون القصائد والتي تنمّ عن خبرة وحُسن اختيار الموسوعي الموسيقي الأستاذ سامي هلال في مجال الموسيقى.
اختُتِمت الأمسية بتناول موضوع أهميّة الموسيقى والشعر في التربية التي قدمتها الأستاذة الدّكتورة ناهدة العاصي بمشاركة الأستاذ سامي هلال. كُلّلت حلقة النّقاش بالنجاح الباهر من حيث مشاركة الحاضرين بشكل فعّال وحماسيّ وتنوّعِ الآراء وانفتاح الجميع على قبول الآخر. وقد أبدى الجميع رغبتهم في طرح وتناول الموضوع بشكل أوسع في أمسيةٍ لاحقة. اُختُتِمت الأمسية بدعوة الحضور إلى كوكتيل ساده جوّ من الودّ والإلفة التي جمعت ما بين الحضور في أحاديث ثنائيّة تلاها أخذ بعض اللّقطات التّذكاريّة للشّعراء مع لفيف من الحضور.
تمنّينا لو كان هناك متّسعٌ من الوقت كي نلبّي رغبة الشعراء والموسيقيين الموجودين ضمن الحضور والذين عبّروا عن رغبتهم في المساهمة في تقديم ما لديهم. لكننا وعدنا بأن نعوّض عن تلك الفرصة في لقاءاتٍ قريبة.
وقد قام بتصوير الأمسية فيديو المصور الفنان جوزيف نصر الله.