بقلم: كنده الجيوش
هل يتفوق المشاهير أمثال لاعب كرة القدم المصري محمد صلاح والمغني الفرنسي الأرمني الراحل شارل ازنافور في جهود محاربة العنصرية ونشر الثقافات واللغات على الجهود الحكومية! الجواب : نعم!
وحسب صحيفة الغارديان تشير دراسة بريطانية منذ وقت قريب الى ان بعض المشاهير في بريطانيا مثل المصري محمد صلاح ساهموا في محاربة العنصرية بالقدوة الحسنة التي يمثلونها وتفوقوا فيما قدموه احيانا على الإنجازات الحكومية.
وفِي دراسة لمعهد سياسة الهجرة البريطاني قام المعهد باستبيان شمل ما يزيد عن ٨٠٠٠ آلاف شخص من مشجعي نادي ليفربول البريطاني الذي انظم اليه صلاح، وتحليل ما يقارب ١٥ مليون تغريدة لمشجعي كرة القدم في بريطانيا لتجد انخفاضا يقارب ٢٠ بالمئة في نسبة جرائم الكراهية وانخفاض كبير في التغريدات العنصرية المعادية للإسلام. كل ذلك منذ انظمام صلاح للنادي.
تفسر الدراسة ان السبب هو القدوة الحسنة التي يمثلها صلاح وكذلك المشاهير في التقريب بين الشعوب والثقافات.
وناديا حسين طاهية شهيرة يقال انها قدمت لتحسين علاقات المسلمين مع بقية البريطانيين أكثر مما قدمته الحكومة.
هذه النظرية ليست جديدة ولكن تتابع انجازاتها رغم تغير الأماكن والأزمان والشعوب هو أمر مهم يستحق التوقف عنده.
فنحن نعرف مثلا ان شارل ازنافور الفرنسي من أصول أرمينية مهاجرة الى فرنسا كان صورة اللغة الفرنسية في العالم ويقول الكثير انه ربما قدم لنشر الثقافة الفرنسية وتقريب المهاجرين من بقية الفرنسيين ما يوازي ما قدمه ربما القائد العسكري الفرنسي الكبير نابليون بونابرت وحروبه الكثيرة في مجال نقل الثقافة الفرنسية للعالم.
ولازلنا الْيَوْمَ مثلا نتكئ في سوريا على التاريخ وعلى قدوة حسنة لنا في الراحل فارس الخوري المسيحي الذي اختاره المسلمون ليكون وزيرا للأوقاف منذ عقود مضت. ولازالت ذكراه توطد من اواصر التسامح الديني رغم الحرب البشعة وآلامها. فارس الخوري ترأس المجلس النيابي وبعض الوزارات ورئيس مجلس الأمن الدولي في ١٩٤٧ وكان ممثل سوريا في الأمم وأسس معهد الحقوق العربي.
ومن القصص عنه انه بينما كان يدرس في الجامعة دخل طالب متأخر ويديه سوداء وعندما عرف الخوري ان السبب هو عمل الطالب كفحام ليؤمن مصاريف دراسته، نزل من منصة التدريس وقبل يدي الطالب.
نعم، انها القدوة الخيّرة…
وكلكم قدوة لأطفالكم.. وأهليكم.. وأصدقاؤكم.. ومجتمعاتكم.